النـص : بتركيز بؤرة النظر حول عموم ما حصل - قبل إنفجار مرفأ بيروت 4 آب- أغسطس/2020 ، و ما بعده - سنرى الحال في بلد الثقافة و الارز و النور و هيبة الجمال الآسر قد تأثر أكثر بكثير من بعد هول عصف ذلك الإنفجار المريب ، الرهيب، و بحسبة بسيطة تتناول واقع السياسة و المال و الإقتصاد وتصاعد مناسيب البطالة ، وتناقص قيمة الليرة، سيلمس خطورة ما جاء يلهث و يعاني لبنا ،الذي ظل عصيّاً على النواب ، وإجتياز المصاعب و المصائب ، كما هو حال العراق في متلازمة معاملات الصبر والمطاولة و التحدّي ، ولاني حِذر و متسامِ عن مدى الأقترب من مواقد نيران السياسة - رغم معرفتي و درجات تحسسي ب" دوالغ " مكرها و مخابثها - ولا نيّة عندي و لا رغبة بما يدلي به المحللون السياسيون و الإستراتيجيون ، ولان الجرح ، جرح "مرفأ بيروت " لم يزل غائراً في نسيج وقيعان الروح ، و سلسلة ما أصاب عراقي الذي أهيم و أهوى من مآسي و متكررات أحزان ونكبات تلو أخرى ، جعلت من جرح لبنان الارز والبحر يتاخم جرح عراق النخل و النهرين ، و قبل أن أعيد نشر قصيدتي " آه ... بيروت " التي كتبتها على أثر فاجعة المرفأ و أفردتُ لها الغلاف الأخير من ديواني الشعري "" حين تنكّر الموج ... لضحكات القوارب - طبعة بيروت- الصادرة عن دار " أبعاد للطباعة و النشر تلامعت في ذهني أبيات شعر شعبي للكبير " مظفّر النّواب " يقول فيها : " كَتلي من يعتكَك جرح .... جرحين /// يتلاكًن وجعها ... وكَتلي السِفن من تُكَبل بوجه الريح ... تتمزكَك شرعها "، عودة لقصيدتي التي أبوح فيها لائباً أقول؛ " آه ... بيروت .... جرحُ حلمٍ تشظّى / لحظةَ كانَ الحبُّ ... يموتْ / في أحلى مدنِ اللهِ / حتّى أضحى بهاءُ الكونِ ... سكوتْ / منْ هولِ حقدِ ما قدحَتْ نيرانُ الشَّرِّ ، وما جلجلهُ ... الطاغوتْ / بيروت... / البحرُ الدافئُ كانتْ ... / لذَّةُ عطرِ الشَّمسِ / وصباحاتُ أغاني ... فيروزَ / بيروتْ... / رمادُ اليومِ / في جفلةِ حزنِ المرفأِ / تبكي دماً و ناراً / ودمعاً ... خفوتْ / بيروتْ ... وجعُ الرُّوحْ / حين تنوحْ ... / بناياتُ البوحْ ... / وتخطُّ على جدرانِ العالمِ ؛ / لبنانٌ أبقى ... / لبنان أبقى لبنان أبقى .../ لبنانٌ حيٌّ ... لا يموتْ ".
Hasanhameed2000@yahoo.com
|