الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
في الصميم مجموعة مشاكل ام مشكلة واحدة
في الصميم مجموعة مشاكل ام مشكلة واحدة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

واهم من يتصور ان الشعب العراقي بات غبيا او ان سنوات الاحتلال بكل ما فيها من مأسي وجرائم وغياب لأبسط مقومات الحياة الكريمة قد افقدته عقله فاضحى لايميز ما تقوم به احزاب السلطة من مناورات مكشوفة غايتها ذر الرماد في العيون ومستهدفة تهيئة ارضية خصبة ولو على حساب البسطاء من الناس فقد ظهرت دعوات مغلفة للإصلاح ومحاربة الفساد وإقصاء الفاسدين والمزورين وباطنهاللتسويق الانتخابي.

فهل ان العراقي لا يعرف ان الإصلاح لابد أن يبدأ بالحيتان الكبيرة وإلغاء احتياجاتهم فقد مضى 18 عاما والمواطن يسمع يوميا هذه المعزوفة حتى عافتها إذن المواطن لأنها أصبحت سمجة.

ان العراق ومعه كل الشعب يعيش اليوم مجموعة مشاكل وازمات لا حصر لها نتيجة الفشل الكامل والشامل في ادارة هذا البلد المبتلى؟

فلو كانت مشكلة واحدة لهانت امام مايجري يوميا للشعب، فالشعب يذبح يوميا بالارهاب المزدوج وضياع ابسط حقوق المواطن نتيجة التخبط وعدم كفاءة المنظومة الامنية التي شكلت بالمحاصصة الطائفية فاصبح ولاؤها لأحزاب السلطة ولمرجعياتها الخارجية وليس للوطن والشعب.

فهل نحن نعيش في وطن خالي من الفساد الاداري وقد نجحت الحكومات المتعاقبة في تحسين الخدمات مثلا؟

فمنظومة الكهرباء انتاجا وتوزيعا تعيش واقعا سيئا والدليل هذه التظاهرات في العديد من مدن العراق بعد ان صرفت وهدرت اكثرمن ٦٢ ملياردولار عليها ولم ينعم المواطن بساعات تجهيز متواصلة للكهرباء .

وهل القطاع الصناعي العام والخاص شهد انتعاشا منذ نيسان 2003 ام انه انتكس عما كان عليه ولم تقم له قائمة لحد الان؟

ومثله القطاع الزراعي فحتى الخضروات اصبحنا اليوم نستوردها من دول الجوار بل حتى التمر ونحن الذين كنا اول دولة في انتاجه عالميا اصبحنا نستورده من السعودية والامارات وايران وكذلك اللحوم البيضاء والالبان .

والكثير من المشاكل في التربية والتعليم العالي واهم من ذالك تحطيم منظومة القيم المجتمعية نتجة لايدلوجيات احزاب السلطة التي قسمت الشعب حتى وصل هذا الانقسام الى ان العائلة الواحدة باتت تعيش حالة انقسام وولاأت داخلية متعددة.

والنتيجة ان مشكلة العراق اليوم ليست في رواتب وامتيازات وان كانت كبيرة وخيالية وانما كل ما موجود هو مجموعة مشاكل تعكس فشل العملية السياسية فكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتحتاج الى اعادة بناء على اسس وطنية رصينة تضع مصلحة الوطن والمواطن في اوليات عملها وهذا ما لا تقدر عليه كل الهياكل والاحزاب السياسية المتصدرة للمشهد اليوم باعتراف قادتها على وسائل الإعلام لثبوت فشلها وعدم قدرتها على تقديم ما يحتاجه العراق والعراقيون.

لكن العراقيين يعرفون تمام المعرفة ان من يريد الإصلاح عليه أن يبدأ من نفسه.

المشـاهدات 744   تاريخ الإضافـة 04/08/2021   رقم المحتوى 11804
أضف تقييـم