الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
أصل الحكاية ... بعيداً عن الغضب
أصل الحكاية ... بعيداً عن الغضب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

       مثلما لا تسطيع أن ترى  صورة وجهك  في  قدر ماء  يغلي ، لا يمكنك أن  تتبيّن  و ترى  وضوح الحقائق و أنت ... أنت غضبان ، لطالما سمعتُ أبي " رحمه الله " يردد بيتاً من الشعر ، أظنّه  لأمير الشعراء " أحمد شوقي "- وأنا لم أزل في مرحلة الدراسة الابتدائية -  يقول البيت  ؛" لا يحمل الحقد من تعلو به الرُتبُ / و لا ينال  العُلا  من  في  طبعهِ  الغضبُ " ، شاء أن أستمعتُ - يوماً – و أغراني أن أقرأ اصل هذه الحكاية التي تجيب عن سؤالٍ كبير و مفتوح هو ؛" لماذا  ترتفع أصواتنا  حين نكون في حالات غضب ؟،إليكم جوهر ما جاء  من جواب  ذلك الحكيم الهندوسي الذي كان في زيارة لنهر "جانجز " من أجل  الاستحمام، عندما رأى على ضفتيه مجموعة أفراد يتصارخون في غضب،  ألتفت  مبتسماً لتلامذته و تسائل " لماذا ترتفع أصوات الناس عندما يغضبون  ؟" فكرّ تلامذته لبرهة، ثم أجابه أحدهم " لأننا  عندما  نفقد هدوءنا، تعلو أصواتنا، رّد الحكيم متسائلاً " و لكن لما عليك أن تصرخ في حين أن الشخص الآخر بجانبك تماماً ؟ يمكنك أن تخبره ما تريد بطريقة أفضل".
أعطى بعض تلامذته إجابات أخرى، لكن أحداً منها لم يقنع أياً من الباقيين ، وما كان الحكيم غير أن يوضّح قائلاً ؛ "عندما يغضب شخصان  من بعضهما البعض ، يتباعد قلبيهما كثيراً، و حتى يستطيعان تغطية  كل تلك  المسافة   ليسمع كل منهما الآخر، عليهما أن يرفعا من صوتيهما ، كلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر، كلما أحتاجا إلى أن يرفعا صوتيهما أعلى فأعلى، ليغطيا تلك المسافة العظيمة ، ما الذي يحدث عندما يقع شخصان في الحُبّ؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما البعض، بل يتحدثان في رقة، ذلك لأن قلبيهما يتقربان جداً من بعضهما، تلك المسافة بينهما صغيرة جداً أو حتى غير موجودة ، ثم تابع يضيف ؛ " عندما يحبان بعضهما البعض أكثر، ما الذي يحدث ؟ هم يتهامسان حينها، فلقد أقتربا أكثر و أكثر.
في النهاية، لن يكون هناك حاجه للحديث بينهما، فقط ينظران لبعضهما البعض، هذا كل شئ. هذا هو مقدار القرب الذي قد يصل اليه شخصان يحبان بعضهما البعض."
نظر الحكيم الى تلامذته وقال " لذا عندما تختلفون على أمر ما، عندما تتناقشون  أو تتجادلون ،  لا تدعوا لقلوبكم أن تتباعد، لا تتفوّهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر، والا فانه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم الى الدرجة التي  لن  تستطيعوا  بعدها  أن  تجدوا  طريقاً  للعودة.

 

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 685   تاريخ الإضافـة 11/08/2021   رقم المحتوى 11863
أضف تقييـم