الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
رحلة بيروت ... شوق بشفيف حزن
رحلة بيروت ... شوق بشفيف حزن
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

لاعجب أن تتفرّس الذات... ذاتها في عقول و عيون وسلوكيات الأخرين ، طمعاً كان أم نيلاً في مراتب إستحقاق و تذكير ببعض خلاصة  وجود عام و خاص ، لم تكن " بيروت "  كما عهدنا وتأكدّنا طوال معرفتنا بها ... لذا تضاعف ألم تمّزق انسجة  شديد نال و - لم يزل - من ركبة  رجليّ اليمنى ، مع آل اإيه حال " أنثى العواصم "، بل و " ست دنيا "  كما كان يصفها " نزار قباني" ، رحلتي الأخيرة لها كانت بدعوة و لوامس حَثّ من لدن  الكبير " د.عبدالحسين شعبان" الذي أتحف طبعة مجموعتي" حين تنكر الموج ...القوارب" - طبعة ببروت - بمقدمة جاءت بثراء  كشف ، وسخاء قدح لما حوت من تهاليل شعر و تعليل شجن ، وكيف شاء أن تلتقي نصوصها تؤاماً  مع إفتنان حبي  لبيروت ،هل كنت سأسلي نفسي  بنسق ذلك الإمتنان " النجفيّ"  الخالص الذي خصّني به ، وهو الحصيف الباحث و المفكر الفذ عن كل ما يُذكي من  لمعان نار و جمرات مواقد جلي خواص جوهر الحقيقة ، الذي أدمن البحث فيه  وعنه ، و لم يترّدد و لو بعمر ربع لحظة واحدة ، كان قد تملّكها حال بلغوه سن العشق والتشبث  بشغف التمرّد الحاني و اليقظ  في ذات بناء تلك الذات التي منها ينتهل " شعبان "  و يُغدق ُ دون  أدنى ملمح انتظار أيّ مبغى  و مسعى سوى ما شاء  جُبٍل عليه وسار نحو  قرابة عقود  ستة ، في مدار  شخصيّة نادرة التفرّد و الإعتداد  ، و إستحالة فصل سلوكه العام ، عن ما تعَّلم و شبّ في بيئة بيته ، كما لا يمكن فصل  اللهب عن النار ، أًعتدتُ  التلفت  و الإحتماء – طوعاً -  بعبارة " نيتشه" الراميّة  ابلقول؛" ما قيمة فضيلتي ان ام تجعل مني انسانا عاطفيا" كلما أغوتني فكرة تقيم شخص ما أكنُ له الُحبّ وعياً ، و أجدني مُرّهقاً  جرّاء البحث في إيجاد مفردات بأردية توصيفات تساير المنطق أكثر ممّا تبغيه العواطف و نبل الأحاسيس ، الأيام العشرة التي قضيُّتها  في بيروت اندحارالعملة وشحة الكهرباء و إنعدامها في الكثير من  الأحياء ، وتعكرات مزاج الحياة فيها عموما ، إلأ في حدود ما أعتاد اللبناني على معاندة أعتى الظروف ، وأقساها وحثيث سعيه وحقيقة تَعوّده على العيش مرّفهاً، كريماً ، كانت تتجهه صوب قدرة تحملي وطاة الألم  المبرح في ركبيتي إثر التواء مفاجىء طالها قبل يوم واحد من سفري ، لتوقيع مجموعتي الشعريّة في خميس الخامس من آب اللهاب ،وقبلها موعد مراسم الإحتفاء بها" اي المجموعة" في أثنين الثاني من ذات الشهر ، وفق باكورة انشطة و فعاليات " صالون15 الأدبي" الذي تجرأت على تاسيسه الروح المرفرفة ، والسانحة والمحلقة في فضاءات ومديات الثقافة والادب و محافل الفنّ الشاعرة والاعلامية" نوال الحوار"، تراوحت خطوات العشرة الأيام ما بين خوافي حُزنٍ مكبوس في غلائل و غلالات روحي و إعتلالات ألم لا يُحتمّل ، ومابين  دواعي فرح عارم  تكلّل على أقصاه في  مساء إفتتاح ذلك الصالون بتلك الأمسية التي أمتدّت ليلا ً مطرزا بنجوم وتخوم من حضر، وأضاف بُعداً إبداعياً في معنى أ ن تكون الحياة ؛ حياةً ، وكيف علينا مسك تلابيبها ، بالشعر وعزف موسيقى بسعة إتساع أسماعنا ، تملًياّ بفتنة و جمال كل من هال يحيط بنا برغم ما بات يسكنها من خراب... خراب لا محال زائل ...!

في الرحلة أيام مرحٍ أخرى ... سيأتي بوحها في مقام و مقال آخر .

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

 

المشـاهدات 887   تاريخ الإضافـة 15/08/2021   رقم المحتوى 11870
أضف تقييـم