لطالما  أتحفتنا  الإعلامية اللامعة ، مُقدمة البرامج الرائقة العتيدة و المفيدة " رقيّة حسن " عبر رونق ظهورها الأثير من على شاشة " الشرقية " وبهاء برنامجها الشهير " ظهيرة الجمعة " ، باستجلاء و إستجلاب  وجوهاً من مناجم مواهب وإبداع  منجزات ، وتُحف إنشغالات في مختلف الإختصاصات  وتنوّع الإهتمامات  من لدن أبناء عراقنا الشامخ ، العظيم رغم كل متواليات ما مرّ عليه  من  نوائب و مصائب ، مِحنٌ و إزمات و أحزان على طول و عرض ما قدّمت و إستضافت و أضاءت من دروب العتمة  و التشاؤم والخوف ، بنور التفاؤل ومشاعل التفاعل من أجل مواصلة  الحياة و تعميدها بالواثب و النافع والصحيح و المفيد من نتاجات و عطاءات و مباذل أبناءنا أين ما كانوا و أقاموا في  بقاع  الأرض ، لعل ما يشفع  لحرارة و حماسة  هذه المُقدّمة التي تستحقها  الزميلة  الرائعة " رقية " - بجدارة  جدية  وعي و بلاغة تقييم - تقديراً لعمق و صدق علاقة إنسانيّة - أخويّة ، مهنيّة جمعتنا  منذ  قرابة  ثلاثة عقود ، زهو تقديمها  و تعريفها لموهبةٍ عراقيّة خالص الأصل و الفصل ، عميقة الجذور ، باسقة الفروع و الأغصان متمثلة بالنابغة " عُمر القيسي " الذي طلّ بهيّاً ، جميلاً ، متواضعاً ، واثقاً و رصيناً في أحدى فقرات برنامجها ليوم الجمعة الفائت والموافق 16 تموز الماضي ،  وهو يسترسل بفتح  مباهج  سيرته على  نحو يُسعد  و يملأ قلب كل عراقي حقيقي ، بالفخر وغامر الفرح  و طغيان السعادة التي صنعها لنا هذا الشاب المولود في العراق /1983، وشاء أن درس  في كلية بغداد النموذجية وجاء ضمن  قائمة الأوائل على العراق /2001 ، ثم في " جامعة النهرين" بكالوريوس هندسة إلكترونية وإتصالات ، ليتخرج الاول و يترّشح لمنحة دراسيّة إلى إلمانيا ، وينال الماجستير- متفوقاً-  في هندسة الاتصالات والمعلوماتية وتكون الأول على كلية الهندسة في " جامعة بريمن" في العام / 2007، ومن هنا  تنطلق  أفاق  تطلعاته  نحو العمل ضمن مِلاك وكالة الفضاء الألمانية كمهندس مركبات فضائية ، ولا يقف عند هذا الحد ، بل أمتدت و تعالت طموحاته صوب نيل الماجستير في مجال إدارة الأعمال تخصص في استراتيجية الأعمال في " جامعة ستراثكلايد" البريطانية بذيوع سمعتها و علو شأنها ، الأمر الذي أهلّه العمل بدرجة مدير لتطوير الأعمال في الشرق الاوسط أوروبا لشركة SES Astra ، التي تُعد أكبر و أفخم شركة في العالم فيما يتعلّق بأقمار البث التلفزيوني والاتصالات الفضائية، وايضاً لم يتوقف عندها ،إذ قام بتأسيس شركة خاصة ناشئة لغرض بناء شبكة من الاقمار الصناعية تقوم بتوفير تغطية الجيل الخامس لجميع بلدان العالم بالاخص المناطق النائية والبحار للسفن حيث لا تتوفر ابراج الاتصالات ، قام " عمر القيسي " بتسجيل خمس براءات إختراع ، كما و حصل على عدة عقود من وكالة الفضاء الإوربية و دول أخرى ، فيما قام بتوقيع عقد تعاون مع  " مركز محمد بن راشد" للفضاء في دبي ، فضلاً عن عدة شركات اتصالات / ونفط / وغاز، وبعد  هل بالغنا في  ترسيم  سيرة هذا العقل العراقي ؟!  الجواب ؛ أبداً ، فأنا على يقين أن في جعبته " عُمر "و عقله ما هو أكثر و أكثر  مما ذكرنا .

Hasanhameed2000@yahoo.com