ان تبقى الثورة الحسينية المباركة علمآ للثورة والرفض للجور وحافزا للقيام بوجه كل حكم ظالم أو انحراف في المجتمع الإنساني إلى البعد القيمي والإنساني كبير للثورة الحسينية ' التي تتجاوز الطوائف والمذاهب والقوميات ' لتغني التراث الإنساني بالحياة الكريمة وقيم الإيثار والحق والعدالة التي ترفع رأيتها ' من خلال ثورة الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار ع في كل زمان ومكان. كما تتكرر الذكرى العظيمة ذات الأهداف النبيلة السامية يتجسد حدثها وكأنه من جديد لأن رافدها الحق ' دائمة التوهج ' لاتنقطع عن بث سناها. انها ديمومة الطف في " حسين مني وأنا من حسين" ومن فضائل نهضة سيد الشهداء على البشرية أن الوجدان الأصيل يحتوي صداها بشغف ' لأنه مدين لها بالايقاظ والاستنهاض..وتفاعل  مع شعارءها لأنها اشبعته بروافد' ملحمة عاشوراء ' لأن نبض الإنسانية مرتبط بحكم التداخلات السايكولوجية المودعة في أعماق النفس ' فكل شريان ينزف بسبب اختراق صادق من ظالم فاسق ضد إنسان نقي' تبكي عليه الإنسانية مع أطفال وفتيان وكهول كانوا كواكب تمشي على الأرض يسري في عروقهم نور النبوة واشراقة الإمامة فإذا بهم يهوون سراعا بسيوف. ان خلود ذكرى ألطف في وجدان الإنسانية كانت تحصيل مراحل اجتازها الامام ابتداء من البعد الأول لنهضته الخالدة وهو بعد الارتباط بالله سبحانه وتعالى ذلك البعد المقدس المداف بلحمه ودمه عليه السلام تحقيقا لأهداف الهية ' سبق أن أشار إليها جده المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم يوم قال :- " حسين مني وانا من حسين" وهو النبي المرسل الذي لاينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يصحى هو من المصلحين والثوار الأحرار عبر حركته النهضوية والتحررية والاصلاحية ولذا فإن مايميزه عن غيره من المصلحين ' هو استطاعته المحكمة إنه حين أوضح لكل العالم عبر التاريخ ' أنه يحب الإنسان بجنون ولهذا احبته البشرية بجنون أيضآ ' ان يحب الإنسان أخيه الإنسان من دون الوقوف على لونه ودينه وعرفه ' فالحسين ضحى لأجل كرامة الإنسان في عنوانه العريض والعام ونحن يجب أن نسير على هديه حتى تتحقق أهداف عاشوراء ويعم السلام والحب والخير كل الأرض. السلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ' وسلام عليه في الخالدين.