نهج طاقوي متجدّد وخارطة طريق واعدة في بلد البترول والشمس المشرقة |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب أ.م.د.أكرم سالم |
النـص : سرنا كثيرا تصويت مجلس الوزراء مؤخرا على اعداد قانون بتعديل وزارة الكهرباء ليكون (وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة) تنفيذا لقرار المجلس الوزاري للطاقة 59 لسنة 2020 .ولم يكن ذلك متعلقا بعنوان الوزارة حصرا انما يتعداها الى معاني اوسع والشروع باعداد خطط طموحة تتعلق بموارد الطاقة في العراق ونهج الحكومة ازاء تطويرها من خلال منظور استراتيجي نظرا لأهمية الطاقة القصوى على الصعد كافة الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية والحضارية والاجتماعية .اذ ان الطاقة والقنوات التي تصب في مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها من نفط وغاز ومصادر اخرى نظيفة ومتجددة اصبحت مؤشرا فارقا واستراتيجيا في حياة الشعوب والتحكم بتنميتها وتطورها وبمصيرها ومستقبل اجيالها القادمة. فمن المعلوم ان غالبية غاز العراق المصاحب للبترول وكمياته - قيمته تصل الى ارقام فلكية يتم حرقها بلا ادنى شعور بالمسؤولية والحرص من قبل الحكومات المتعاقبة ودوائرها ذات الصلة، عدا الشروع المبشّر الاخير من قبل حكومة الاستاذ مصطفى الكاظمي في الالتفات لذلك بشكل جاد وانتهاج طريق التخطيط الاستراتيجي للاحاطة بهذه العملية الخطيرة الحيوية والتوجه نحو معالجتها بذكاء وفطنة . ان التوجه الاخير يركز على تحسين عمليات انتاج الطاقة الكهربائية ورفع كفاءة شبكات التوزيع واستكمال خطط وبرامج منظومة الطاقة السنوية والمستمرة في آن واحد متواز. ولعل من ابرز مؤشرات هذا التوجه الاستراتيجي هو رعاية وإشراف السيد رئيس الوزراء الاستاذ الكاظمي وبحضوره شخصيا على توقيع التعاقد بين وزارة الكهرباء مع شركة باور جاينه الصينية Power-China قبل أيام لغرض تنفيذ انتاج 750 ميغاوات الطاقة الشمسية من اصل 2000 ميغاوات تنفذ على مراحل لاحقة. فالعراق بلد الشمس المشرقة فضلا عن اراضيه الثرية جدا بالسليكون وهو من مستلزمات الالواح وخلاياها الشمسية ولاسيما في الصحراء الغربية ومحافظات الانبار وكربلاء والسماوة اضافة الى صحاريه الشاسعة التي تتسع لملايين الميغاواتات الطاقوية النظيفة شبه المجانية التي ترفد العراق وشعبه ومؤسساته ومنشآته وشركاته بسبل الاستدامة والحياة والتجدّد ، فلا ينبغي تركها تذهب هدرا ونبقى متسمرين نراوح بمكاننا متعطلين!! و معتمدين فقط على البترول الاحفوري والغاز المستورد الذي يستنزف موازناتنا ويحلبها حلبا لسد احتياجاتنا من ذلك وبشروط مجحفة. ان هذا النهج الاستراتيجي الجديد الواعد بتطورات وخطط طاقوية متجددة تسير بشكل متواز مع خطط ومشاريع استغلال الغاز وعدم هدره وإحراقه من خلال التنسيق الفعال مع وزارة النفط وشركاتها الوطنية يعدّ ركيزة جوهرية في تطوير العراق وركائز صناعاته وتحسين مستوى العيش والحياة في بلدنا العزيز. نشدّ على الايادي النظيفة النزيهة الحريصة على عراقنا العزيز وشعبه العظيم ونثمن الروح الوطنية والعقول النيرة التي ترسم الخطوات الاولى المبشّرة برسم خارطة طريق صائبة وسديدة في هذا الاتجاه المستقبلي..ونأمل عدم الاكتفاء بالخطوات التأسيسية وإنما المضي قدما بذلك ليصبح نهجا ثابتا وأكيدا للقيادة العراقية مهما تبدلت الظروف وتعاقبت الحكومات على سدة الحكم. |
المشـاهدات 989 تاريخ الإضافـة 29/08/2021 رقم المحتوى 11987 |