اعلنت مصادر مطلعة يوم امس عن اعتقال مقداد الشريفي رئيس الادارة الانتخاية في المفوضية العليا للانتخابات .. واسمحوا لي حذفت لفظ "المستقلة" لعدم قنناعتي بها , وكان ادعاء الاعتقال -اذا صح او لم يصح- نتيجة حصول معلومات ووثائق عن تورطه في تزوير انتخابات 2014 وانتخابات 2018 .

الخبر يكاد يمتلئ غبنا وضحكا وتهكما حيث ان وجود اي تزوير في انتخابات سابقة يقدح بشرعية ما ترتب على نتائجها , ونحن نرى ان اي قدح لم يحصل فرئيسا الجمهورية الكرديان بقيا مدتهما , ومجلسا النواب والحكومة مارسا كامل صلاحيتهما في دورة كاملة وان تعثر رئيس الوزراء بعد انتخابات 2018, حيث يراد للعراق ان يعبر بخطوات عرجاء نحو الديمقراطية المشوهة وان لا تنجب تلك الديمقراطية الا مزيدا من الاستهتار والفوضى وشيوع الجريمة والسلاح غير المنتظم .

الامم المتحدة اعلنت اعترافها قبل الشريفي بأن انتخابات 2018 كانت مزورة , ولكن القضية تتعلق بالبيضة , نعم البيضة , فنحن ضحايا البيضة سواء بيضة العملية السياسية او بيضة الدين او بيضة المذهب او بيضة الوجه المشرق للوجود الامريكي في العراق , او بيضة سلامة وجود مبعوث الامم المتحدة , حيث يجب على الجميع ان يحفظ مصالحه ويرسم تاريخا ناصعا بالوهم , ولو على حساب التزوير والقتل المجاني الذي يحيق بالعراقيين من قبل حملة السلاح واصحاب الدين السياسي , والضحية نحن.

نحن ضحايا بيضة العملية السياسية منذ ان عرف رئيس وزرائنا ان نائب رئيس الجمهورية ارهابي ولم يلق القبض عليه , بل ولم يرسل له ابنه ليقود فوجا من الجيش العراقي المغوار للقبض عليه كما ارسله من قبل الى رجل اعمال قيل له انه فاسد ومفسد , وبقي نائب رئيس الجمهورية ارهابيا - حسب وجهة نظر رئيس الوزراء – لمدة عامين الى ان اصدر حكما بالقاء القبض عليه ثم انقذه رئيس جمهوريتنا وارسله الى جيب امين في شمال بلادنا.

نحن ضحايا بيضة الديمقراطية التوافقية بعد تغيير تفسير لفقرة دستورية خلطت الحابل بالنابل لأن رئيس وزرائنا لم يفز بالانتخابات , وما زلنا لحد الان لا نعرف من الفائز بالانتخابات الى ان يرفع رئيس مجلس النواب جلسته الاولى , ودخلنا في دوامة من العهر السياسي اسمها الكتلة الاكبر .

نحن ضحايا الحفاظ على بيضة الوحدة الوطنية منذ ان شتم احد النواب رئيسنا , وطالب الشعب العراقي ان يبصق عليه , وتم التغاضي عن الدعوة حفاظا على بيضة الوحدة الوطنية.

نحن ضحايا الحفاظ على بيضة القبول بالامر الواقع منذ ان دخلت القوات التركية اراضينا وبنت 11 قاعدة عسكرية , وتخاذل ابطال الكاتيوشا عن تهديدهم لأن الماسك هددهم بشق فمهم اذا اقدموا على خطوة قد تؤثر على الوفاق التركي الايراني في سوريا.

نحن ضحايا الحفاظ على بيضة القدسية , وإن تقلب زعيمنا الشاب في مواقفه , حيث الذي تعود على النهايات السائبة , لأن هناك من يبرر له من جمهوره الذي اتهمهم بأنهم جهلة بالثلاث.

نحن ضحايا الحفاظ على بيضة المذهب حين ذهب ابطال لنا الى مناطق لنا في غرب بلادنا فمارسوا ما كان يمارسه داعش الارهابي , وبعد حمايتهم لأعراض بعض اهلنا , تركوا الارض ممتلئة بمقابر جماعية امتنعت الحكومة عن فتحها والتحقيق في مصير شباب مضيعين . 

نحن ضحايا بيضة انفسنا حين تخاذل شعبنا وامعن في خطأ اختيار السفلة وترك الكرام لقيادة هذه البلاد التي انعم عليها الله بالنفط والفقر معا.