حين نستمع الى الاحاديث والتصريحات الاعلامية المتواترة لاحد مستشاري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نتصور انفسنا اننا في كوكب اخر غير كوكبنا سواء اكانت أحاديث المستشار  في الجنبة السياسية او الامنية او الاقتصادية ،  وساركز حديثي عن تصريحاته الاقتصادية لانني اكره الحديث في السياسة رغم اهميتها وتداخلها مع الاقتصاد والتنمية .

يصور السيد المستشار ان التطور الاقتصادي في تعاظم مستمر بسعي من حكومة الكاظمي وإذا كان حديث المستشار ينطلي على عامة المتلقين فلاينطلي على المراقبين للمشهد الاقتصادي العراقي عن كثب منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان ،  هو أكثر العارفين بحقيقة الوضع الاقتصادي المتردي في العراق لان هذا المستشار  بدأ حياته المهنية صحفيا ومحللا اقتصاديا وتحول بقدرة قادر الى محلل امني ومن ثم استراتيجي ،والان سياسي  ونحن حين نتوقف عند أحاديث السيد المستشار ليس ضد حكومة الكاظمي ولكننا نتوقف عند الاجراءات والمعالجات التي درجت عليها الحكومة منذ اعلان برنامجها الحكومي ولحد الان وقد ذكرنا ملاحظاتنا بصورة مستمرة وتفصيلية من خلال عمودنا الصحفي الاسبوعي في جريدة الدستور ووضعنا النقاط على الحروف انطلاقا من حرصنا على تصحيح المسارات الارتجالية للحكومة وهو ديدنا منذ عام ٢٠٠٣ ولحد اللحظة ،  واظن ياحضرة المستشار لايختلف اثنان على تراجع الاداء الاقتصادي العراقي في القطاعات كافة وهذا ليس رأيا خاصا بي فقط يل هو لجميع المراقبين والمحللين والاكاديميين ،  واسأل جناب المستشار ماهي الانعكاسات التي خلفتها عملية رفع سعر صرف الدولار اتجاه العملة المحلية وهو اجراء حكومة الكاظمي الحالية  ، غير ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ولاسيما ذات المساس المباشر بحياة ممن هم دون مستوى خط الفقر وبمستواه الى مايقرب من ٥٠% او اكثر في بعض السلع والبضائع ، واسأل حضرة المستشار هل هناك ثمة قطاعات إنتاجية فاعلة زراعية او صناعية وقد صدعت رؤوسنا وزارة الزراعة بسد الاستهلاك المحلي من بعض المحاصيل الزراعية ومن لحوم الدجاج والبيض والنتيجة يا جناب المستشار بامكانك رؤيتها في الاسواق المحلية وكيف ارتفعت اسعار هذه المواد الى فوق ال  ٥٠%  ،  واسألك هل هناك قطاع خاص يمتلك ريادة في النشاطات الاقتصادية وقد يقول قائل هذه تركة الحكومات المتعاقبة التي سبقت حكومة الكاظمي ونحن نقول ان برنامج الحكومة الحالية تضمن في حيثياته هذه المعالجات لكن الحكومة لم تبادر ولو بشكل يسير ، وكانت انعكاسات اجراءاتها في هذا الاتجاه ترقيعية غير صحيحة وتسببت في ارتفاع الأسعار ، واسأل جناب المستشار ماذا عن قطاع النفط والطاقة فالحديث هنا يدمي القلوب ليست هناك معالجات حقيقية ، وابقى في تساؤلاتي هل ان احراءات الحكومة في قطاع الاستثمار  فاعلة في ظل سعي الحكومة كما تصرح جنابك دائما لعودة العراق الى الواجهة الدولية وترصين علاقاته العربية والاقليمية والدولية ، واسأل ايضا ماذا عن قطاع السياحة وهل استثمرت زيارة البابا الاستثمار الامثل ، وفي الختام قد تقول ان كل هذه التشخيصات هي تراث الحكومات السابقة ولكن الاجراءات التي عملت عليها هذه الحكومة لم تساهم في تعافي او استقرار الاقتصاد العراقي في ظل ورقته البيضاء وغيرها ، واقول للمستشار اظن ان دورك يكمن في تقديم الاستشارة لرئيس الوزراء في قطاعات بعينها وليس من مهامك تلميع صورة الحكومة وحتى ان الناطق الاعلامي والرسمي للحكومة السابق ماكان يمارس دورك الحالي ياجناب المستشار  .