لاول مرة استطاعت الحراكات الاحتجاجية التعشيق مع نخب سياسية وكفاءات في اطار تنظيمي واحد يجمع الطرفين ليكمل احدهما الاخر في عملية تعشيق مع الطاقات الاحتجاجية التشرينية وبين قوى سياسية للتخادم من اجل مشروع وطني موحد قادر على تسخير كل الجهود من اجل تحقيق المطالب المشروعة لتشرين بشكل خاص وللشعب العراقي بشكل عام.

المؤتمر العام لتجمع قوى المعارضة الذي انعقد بالامس من داخل بغداد وشارك فيه اكثر من اربعين حراكاً تشرينياً وقوى سياسية وطنية من جميع المحافظات ، نجح المنظمون في انتاج بذرة معارضة حقيقية تمثل الاغلبية الصامتة الرافضة للعملية السياسية والنافرة من قواها وطبقتها بعد ان خبرت اداءها الفاشل وتحملت نتائجه الكارثية ليتكلل ذلك ببلورة جبهة ستكون بمثابة مركز تتجمع حوله كل القوى والشخصيات الباحثة عن فضاء سياسي للتعبير عن معارضتها للنهج الذي اعتمدته الطبقة السياسية طوال السنوات الماضية.

وفي مؤتمر المعارضة بالامس حرص المنظمون على تقديم حراكات تشرينية وبمقدمتهم عوائل شهداء تشرين على سواهم من الضيوف والمشاركين اكراماً للتضحيات الكبيرة التي قدمها الشباب بمواجهة تغول السلطة واستهتارها بارواح العراقيين المطالبين باستعادة وطنهم من الذين اثبتت التجربة انهم غير قادرين على تغيير مساراتهم وتمسكهم باساليب الفشل التي اعتمدوها وادت الى هذا الانهيار الكبير من دون تقدير حال حقيقي للواقع السيء الذي انتجته سياساتهم.

لعل انطلاق تجمع قوى المعارضة الذي اعلن عنه بالامس هو البادرة الاهم في تنظيم العمل الاحتجاجي واعتماده رافعة شعبية يمكنها ان تكون حاضرة وفاعلة في الفترة المقبلة  وبشكل لا يمكن اغفاله ، على الرغم من التجاهل والتغافل الذي تبديه الطبقة السياسية من دون التحسب لما قد يرشح مستقبلاً من غضبة شعبية لا تبقي ولاتذر جراء تنامي النقمة وتراكم الانتكاسات والخسارات ووصول الشعب العراقي لقناعة مفادها ان الوضع يجب ان يتغير.