الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
" سيف الدين ولائي " يكفيه أسمه
" سيف الدين ولائي " يكفيه أسمه
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

لم  أقم  بأي تعديل  - فقط -  ثمة تقديم و تأخير- هنا أو هناك في حيثيات القصة  التي و صلتني عن طريق الصديق الروائى و القاص المُخلص لصدق مواهبه و عمق ذكائه السردي " علي  حدّاد "، دون مساس  بجوهرها الاساس ؛ " هذا العملاق الذي  خلـَّف  لسهراتنا العائلية ، ولمناسباتنا  السعيدة  والحزينة معا ، كل هذه الأغاني الرائعة التي تنبض بالدفء والعفوية والصدق، إنه بحق يستحق  على كل أغنيةً من أغانيه  وساماً رفيعاً ، أحبه شعب العراق بعربه وكورده، بشيعته وسنته، بمسلميه ومسيحييه ويهوده ، لعل من أشهرها " أدير العين ما عندي حبايب/ حك العرفتونا وعرفناكم/ جيرانكم يا أهل الدار/ حركت الروح لمن فاركتهم/ هذا مو أنصاف منك/ لو إلي وحدي لو روح لهلك/ عروسة والحبايب زافيها/ هلهلي بلله يا سمره/ يا حلو كلي شبدلك كلي/شلي بالروح أخذها وروح/ هاليله ليله من العمر/ على بالي أبد ما جان فركاك/ شدعيلك يلي أحركت كلبي/ داده د سمعي داده/ أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون/ على الميعاد أجيتك/ غريبة من بعد عينج يايمه/ أسألوه لا تسألوني/ سمر سمر/ من علمك ترمي السهم ياحلو بعيونك/ ياغريب أذكر هلك/ يابه يابه شلون عيون / إتدلل علي إتدلل/ ما يكفّي دمع العين/ هاي خدود لو لا لا/ خاله شكو/ الله الله من عيونك/ والردته سويته "  وغيرها العشرات ؟ ولد " سيف الدين ولائي "  في مدينة الكاظمية عام 1915، توفي و دُفن في دمشق في العام /1984 ، بعد أن درس في مدرسة الفيصلية الابتدائية في كرخ بغداد ، أعتقل مع من أعتقل من معلمين وطلبة ، وصدرت ضدهم أحكام متباينة ، رفض الملك فيصل الأول توقيعها ، ووضع هامشا يقول ، " لقد أكتفينا بفصلهم من مدارسهم وأعمالهم "  ، بعد ذلك أعيد الطلبة و بعض المدرسين إلى مقاعدهم الدراسية ، لكنه لم يكن ضمن المشمولين بالإعادة، وهو أحد مؤسسي الإذاعة العراقية في قصر الزهور عام 1936، فيما بعد كافأه الوطن باقتلاعه من جذوره العراقية العميقة، وطوّح به بعيداً، على حدود إيران، باعتباره من التبعية الإيرانية، ولأنه لا يعرف شيئا من الفارسية، وليس له في إيران أهل ولا أقارب ولا حبايب، فقد ألقيَ به فردا عاديا بين آلاف المهجرين الأبرياء، في خيمة عارية على الحدود ، فلم يجد غير أن يرحل عن إيران  ويقيم بالقرب من  السيدة زينب في دمشق، ليقضي آخر أيامه، غارقا في كآبة مطبقة، لا يبارح سريره، ولا يستقبل أحدا، ولا يكلم حتى نفسه، ودمعه يتراقص على أجفانه، صباح مساء ، وحين زارته مذيعة عراقية من إحدى إذاعات المعارضة، في الثمانينيات، وحاولت استدراجه لحديث إذاعي رفض، ولاذ بصمته المطبق ولم يرد عليها بشيء. وحين سألته عما يريد، لم يُجب، وحين ألحت عليه نطق بثلاث كلمات لا غير، قال لها: " أعيديني إلى العراق " .

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

المشـاهدات 599   تاريخ الإضافـة 05/09/2021   رقم المحتوى 12058
أضف تقييـم