الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
يااشباه الرجال..رحل العالم بهدوء!!
يااشباه الرجال..رحل العالم بهدوء!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سعد جاسم الكعبي
النـص :

ودعنا قبل يومين المرجع الكبير والعالم الرباني والوطني الغيور السيد محمد سعيد الحكيم الى مستقره الاخير بعدما وافته المنية اثر سكتة قلبية مفاجئة.

يرقى نسبه الى البيت العلوي الشريف وإلى إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وهو السبط الأكبر لسيد الطائفة ومرجعها الإمام السيد المحسن الحكيم .

ولد في مدينة النجف الأشرف، في الثامن من شهر ذي القعدة الحرام عام 1354هـ الموافق 1936م.

المرجع الحكيم لمن لايعرف كان انسانا وطنيا عمل لاجل هذا البلد بهدوء وتعرض للمضايقات والسجن لأعوام دون ان ينبس ببنت شفة او يتفاخر بانه يريد ثمنا لجهاده وعمله او راتبا يتقاضاه كاشباه الرجال من قبيل الخدمة الجهادية او امتيازات رفحا من دون وجه حق.

الحكيم تنقل بين السجون المعتقلات زمن النظام البائد لثمانية اعوام بين حاكمية المخابرات وثقيلة سجن ابو غريب وحكم بالمؤبد قبل ان يخرج عام 1991اثر عفو فرضته الامم المتحدة وفرق تفتيشها على النظام السابق.

بعد سقوط النظام وتغيير الاحوال ظل الرجل في بيته العتيق في الحنانة من دون ان يطالب باية امتيازات او اموال، بل انه رفض مقابلة اي شخصية سياسية مؤيدا المرجع الاعلى حتى اقاربه ممن هم في السلطة ابتعد عنهم هو وعائلته البسيطة.

تفرغ العالم الحكيم للدروس الحوزوية وواكب عليها،واستمرت حلقته العلمية التي تواصلت حتى داخل سجن ابو غريب.

الحكيم ظل بسيطا زاهدا متنسكا بعيدا عن الشهرة والنفوذ والدنيا باجمعها لانه اراد الاخرة وسعى لها.

مات الحكيم تاركا ارثا عظيما من السمعة العلمية والمؤلفات والاف من طلاب العلم،رحل الحكيم ولم يورث لابنائه القصور والاموال والنفوذ والقصور المنيفة ،بل ترك خلفه ذكرا جميلا وسمعة نظيفة ودارا قديمة ومؤلفات غنية بالعلم والفقه .

لم يعرف عنه انه تابع لدولة ولم يصرح يوما بانه يؤيد سياسيا حتى لو كان من اقربائه ولم يكن طامعا بالدنيا ولم يرتقي منبرا لمدح فلان او علان وخدمة اجندات لدولة ما بل ظل متواضعا فقيرا عالما كبيرا متوهجا بتقواه وزهده وعلمه.

هذا هو سعيد الحكيم الانسان والعالم والمرجع العراقي .

 

 

المشـاهدات 439   تاريخ الإضافـة 05/09/2021   رقم المحتوى 12060
أضف تقييـم