الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
نفط البصرة .."ثلثين بثلث"
نفط البصرة .."ثلثين بثلث"
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

العقد الذي وقعته شركة توتال الفرنسية لاحتكار حقل ارطاوية في البصرة أعاد هاجس السيطرة الاستعمارية والاحتكارية الغربية على نفط العراق والتي الغاها قرار رقم 80 الشهير الذي أعاد للعراقيين سيطرتهم على نفطهم واوقف احتكار الشركات الغربية على نفط العراق .

ولان في العراق كل شيء يعود الى الوراء وليس هناك من يحافظ على ثروات البلاد ، وليس هناك من يحث الخطى للمضي الى الامام تجد ان وزير النفط يعطي أوامره بتوقيع العقد "الاحتكاري" لشركة توتال الفرنسية على حقل ارطاوية.

المصيبة ان اللجان المتخصصة في وزارة النفط رفضت العقد واعتبرته تبديداً واضحا لثروات الأجيال ، لكن وزير النفط العراقي والذي يفترض ان يكون مؤتمناً على قوت الأجيال قال لكبير الخبراء في اللجنة المتخصصة في وزارة النفط : لاشيء بيدنا ..الاوامر صدرت من رئيس الوزراء . على الرغم ان الخبراء في وزارة النفط أشاروا الى ان هذا الحقل يحتوي على نفط يقدر ب 3 مليار دولار ، فكيف يتم التعاقد مع شركة توتال بأن تحصل على حصة 29% من احتياطي الحقل ،. ليس مما ينتج من الحقل .

انه لأمر عجاب ان يعيد لنا الكاظمي ومن قبله الفرنسي الإسلامي عادل عبد المهدي سطوة الشركات الاحتكارية الغربية على نفط العراق وقوت اجياله.

الحكاية بدأت منذ عام 2008 حينما ارادت الصين استثمار حقل ارطاوية الغازي وليس النفطي وطالبت باستثمار بعض أنواع الغاز في هذا الحقل ، وتعرضت الحكومة العراقية وقتذاك الى ضغط امريكي أدى الى رفض الطلب الصيني ، بيد ان الامريكان تركوا الحبل على الغارب مع فرنسا ولم يعترضوا على عقد احتكاري فرنسي لحقل ارطاوية النفطي والغازي معاً ، وبالنتيجة لن يحصل المواطن العراقي بشكل عام والبصري بشكل خاص على أي شيء من هذا العقد المجحف للعراق ، حيث ان الحزبين الذين يسيطران على وزارة النفط لم تأخذهما الغيرة على العراق وتاريخه وقوت اجياله ، واوعزا الى سماسرتهما بالموافقة على التفريط بثروات العراق بهذا الشكل المخجل.

اين هي مؤسسات الدولة العراقية رحمها الله ، وأين هي اللجان المتخصصة في البرلمان العراقي ، وما هو رأي المتخصصين في الوزارة ممن بقي لديهم القليل من الغيرة على ثروة البلاد؟ الا يجدر بالجميع ان يتحركوا ويفضحوا سطوة حزبين فاسدين ينسقان تآمرهما مع رئيس الوزراء ؟

 

هل من المعقول ان يبدد العراقيون مليار دولار من اجل الحصول على مليارين من نفط عراقي على ارض عراقية ؟

هل عجزت الكفاءات العراقية في وزارة النفط ان تقود المشروع بحشد وطني ؟

اعادني هذا الموضوع الى ما صرحت به كوندليزا رايس عام 2004 حينما قالت ان الولايات المتحدة كانت تنسق مع طواغيت يصنعهم الاتحاد السوفيتي ، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأنا نحن الامريكان بالاستحواذ على قرار الدول من خلال كتل سياسية ننسق معها. العراق اليوم يقاد من قبل اشخاص يتكبرون على أبناء شعبهم وينحنون لغيره ، بل انهم يستدرجون المواطن العراقي بعباءة الدين والمذاهب والشعارات الوطنية ، فيما يستدرجهم الغرب ويجعلهم مطية لمشاريعه الاحتكارية .

والسؤال هنا : اما كان الاجدر ان تطرح مناقصة دولية شفافة على استثمار حقل ارطاوية ، كي يتسنى للجان المتخصصة في وزارة النفط العراقية المفاضلة بينها ، وان يحفظ حق العراق وان لا تتبدد خبراته وثرواته وحصة اجياله؟

اذا لم يكن في العراق حكيم وذو غيرة ، اليس الأولى ان يكون فيه خبير يعرف كيف يدير شؤون البلاد والعباد؟

 

 

المشـاهدات 553   تاريخ الإضافـة 06/09/2021   رقم المحتوى 12071
أضف تقييـم