الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
في الهواء الطلق مواصفات المترشح الانتخابي (1)
في الهواء الطلق مواصفات المترشح الانتخابي (1)
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

كل مواطن وكل اسرة وعائلة لها مواصفات في اختيار المترشح الانتخابي لدعمه في الفوز بالانتخبات النيابية المقبلة ،وقد تتفق الاسرة او لا تتفق في اختيار مرشح بعينه ، او في اختيار اكثر من مرشح من الجهة ذاتها ، او الاختيار من عدة احزاب وكتلة قد تكون مختلفة في توجهاتها وفكرها ، وبالتالي فان كل شخص حر باختياره لانه يختار من هو على شاكلته ، فالبعض يختار على اسس دينية وطائفية وعرقية ، واخرون على مدى الفائدة من المال والوجاهة وغير ذلك من مواصفات لكنها في المحصلة تعبر عن انعكاس لاختيار الشارع او اختيار الاغلبية.

البعض الاخر وهم مخطئون من وجهة نظري يدعون الى مقاطعة الانتخابات ، وببساطة ينطلقون من ان عدم المشاركة بنسبة 50 بالمئة من نفوس الشعب ستلغي شريعة الانتخابات وهو اولا كلام غير صحيح ولنا تجارب سابقة في العراق ، وثانيا ان لدى الاحزاب والكتل السياسية جمهورهم الذي يختارهم للاسباب آنفة الذكر ، وثالثاً ان عدم المشاركة الفعالة يعطي فرص كبيرة للتزوير والتلاعب بنتائج الاقتراع ، كما ان المشاركة بحد ذاتها ستفتح عيون المواطنين المقترعين لمراقبة ورصد الانحرافات في مراكز الاقتراع وتسهم في كشف حالات الاشتباه.

واغلب الجمهور بحسب ظني (منقاد) ومحدد مسبقاً وجهة اختياره المبنية (غالباً) على اسس طائفية وقومية تم التأسيس لها من قبل الاحزاب والكتل التي تعكزت على هذا الرصيد من دون ان ترتكز على برنامج سياسي وطني شامل ، وعمق ورسخت هذه المفاهيم الخاطئة وجرت البلد الى ما جرته من اقتتال ومآسي وجرائم بشعة يتحملها قادة الازمات والحروب من الداخل والخارج.

لكن هذه الكتل والاحزاب بدأت تستشعر اخفاقها ، ووصلتها اصوات الناس الذين طفح بهم الكيل لما لاقوه من خسارات كبيرة بين ابناء الشعب الواحد ، وما اكتشفوه من كذب وزيف الادعاءات ، ولما لمسوه من فشل برلماني وحكومي في تقديم ابسط حقوق الشعب من خدمات ، ولما لمسوه من تراجع البلد وضعفه وخرق سيادته ، ولما شهدوه من ضياع مئات مليارات الدولارات بعد الترليون دولار من دون ان يشد البلد بنى تحتية حقيقية ، ولما وجدوه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دول العالم واحدة لا تشبه الاخرى ، بل واحدة تلغي الاخرى في صورة مخزية تعكس انعدام وجود التخطيط الستراتيجي للبلد والتصرف بتخبطات ومزاجيات الكتل والاحزاب واحيانا بعض الشخصيات ، كل ذلك وغيره بات يهدد بقاء هذه الكتل والاحزاب و الشخصيات في سدة الحكم ، وسواء عاجلا ام آجلا سينتهون.

لكن لنعترف بان لهم دهاقنتهم ومن يساندهم من خارج البلد او من داخله ، وهناك من يخطط ويدبر لهم الامور وكأنهم مجرد بيادق بيد اللاعبين الكبار ، ومن تلك المخططات طرح شخصيات جديدة في الانتخابات (تبديل وجوه) هي في الحقيقة وجوههم ـ اي الكتل والاحزاب ـ ذاتها ويجب ان لا تنطلي هذه الخديعة والحيلة على الناس.

المشـاهدات 517   تاريخ الإضافـة 06/09/2021   رقم المحتوى 12072
أضف تقييـم