السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
المعارضة السلمية و العملية السياسية
المعارضة السلمية و العملية السياسية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد عطوف الأوسي
النـص :

- شكلت الانتفاضة التشرينية بوجهها النقي وجانبها الذي لم يخضع لاغراءات السلطة او للتهديد  الغير مباشر  من قبل بعض ممن شعروا بخطرها على مصالحهم الذاتية والحزبية ،شكلت   نقطة فارقة لا يمكن تجاهلها وتقزيمها وتشويهها .نقطة مظيئة وبراقة في تاريخ العمل السياسي المعاصر. كذلك يمكننا القول وبكل فخر وزهو  ان هذه الانتفاضة اصبحت  رقما و معادلا موضوعيا فرض نفسه من خلال مشروعية مطالبها التي كفلها الدستور العراقي وكل الشرائع السماوية .

2- ان تطور اداء هذه الانتفاضة وما نتج عنها من تنظيم لبعض صفوفها والذي تجلى من خلال مؤتمراتها ،واخرها مؤتمر تجمع قوى المعارضة العراقية ( في الداخل) الذي عقد بتاريخ ٤/٩/٢٠٢١  ،  وسيبقى هذا التجمع مع بقية النشاطات الاخرى ذات  التوجه الوطني الحقيقي  علامة ايجابية فارقة في العمل السياسي المعارض من داخل العراق الذي لم تألفه الكثير من القوى الماسكة للسلطة  وكذلك بعض شرائح المجتمع،

3- ان فقدان صبر الشرائح الفقيرة من المجتمع العرافي كان القدحة والشرارة التي ادت الى كسر حاجز الخوف والى انفجار جماهيري واسع شاركهم فيها كافة طبقات المجتمع العراقي  وبمختلف هوياتهم الفرعية واستظل الجميع تحت مظلة  تشرين التاريخية

4- ان حركة الاحتجاج التشرينية هو الانفجار البشري الذي كان  بسبب الاداء السيء لجميع الحكومات التي توالت على ادارة شؤون البلد ونحن نعلم ان هذا الاداء السيء هو نتيجة متوقعة للمنظومة السياسية التي جاء بها المحتل وقبلت بها جميع الاطراف التي كانت تعمل على ازالة نظام الحكم السابق ، ومما زاد الطين بلة ان هذه الاطراف لا زالت تعمل بعقلية المعارضة ، فان كانت معارضتها في السابق للنظام القائم انذاك ،اصبحوا اليوم وبسبب استمرارهم بنفس العقيلة  يعارضون بعضهم البعض  ، وبلا ادنى شكك ليس من اجل العراق وشعبه المظلوم بل لاسباب شخصية وحزبية ، وهذا ما ادى الى فقدان بوصلة العمل الوطني الحقيقي .

5- لا يختلف اثنان من العراقيين الأصلاء ان مفهوم السيادة العراقية اصبح امرا مقلقا بسبب التدخلات الخارجية الواضحة والتي لا يمكننا قبولها او التغافل عن اهميتها ودورها في القرارات السيادية.

6- ان معادلة الحكم في اي دولة تتكون من استراتيجية داخلية وخارجية ، فاذا استثنينا الحديث عن الاستراتيجية الداخلية العراقية لانها في الحالة الواقعية الحالية فانها مرتبطة ارتباطا وثيقا  بالطرف الثاني الا وهو الاستراتيجية الخارجية وان ضعف او بالاحرى فقدان رؤية متكاملة وجربئة لهذه الستراتيجية كان له الدور الاكبر في التدخل الخارجي سواء الدولي بشكل عام او الاقليمي بشكل خاص ، وان عدم قدرة النظام الحالي والمتمثل بسلطاته المتعاقبه على انتاج رجال دولة وسياسة حكم  متوازنة و سليمة  جعلت العراق لقمة سائغة امام شهية هذه الدول الباحثة  عن مصالحها ويقينا" نستطيع ان نقول لم ولن تكن مصلحة الشعب العرافي من اولويات و اهتمامات هذه الجهات فبالتالي بنيت مصالحها على انقاظ مصالح الشعب العراقي بعد ان تم تدمير كافة البنى التحتية  وايقاف عجلة الصناعة والزراعة

7- لقد دأب الشعب العراقي كل اربع سنوات على الانشغال (شاء ام ابى) بالعملية الانتخابية ويدخل مضطرا في متاهات الحديث عن نزاهتها من عدمها او نوع المرشحين وماهي برامجهم الانتخابية او بنوع النظام الانتخابي اوشكل مفوضية الانتخابات ان كانت مسيسة ام لا  والبعض  يدعوا للمقاطعة والبعض الاخر يشارك والبعض الخر لا يقاطع ولا يشارك لكنه بكتفي بالمشاهدة والمتابعة ولا تهمه النتائج ايا كانت . وغيرها من الامور المتعلة بهذه الانتخابات ، وتناسينا  او جعلوا البعض يتناسى ان  الانتخابات السابقة والتي ستجري قريبا او اللاحقة لها ، سوف لن يكون لها ذات قيمة او جدوى مادام الطرف الثاني من معادلة الحكم معطل .

8- ان المعارضة السلمية نتامل منها  ان تكون عاملا مساعدا في تصحيح المنظومة السياسية التي انتجت لنا نظاما محاصصاتيا وتوقف هذا النظام بل عجز عن انتاج رؤية مشرقة لانقاذ ما يمكن انقاذه بعد ان وصلنا الى حافة الهاوية .

9- نامل من  الشخصيات المعتدلة في السلطة وفي دائرة القرار ان تسمع لصوت المعارض الحقيقي الذي لا يبغي منافستهم على السلطة بل  الصلاح والاصلاح والتغيير الحقيقي ، وليس من اجل الحاضر فقط بل من اجل الاجيال القادمة ، الذين سيقرءون تاريخا مظلما و سيئا ومخجلا لما حصل في العراق  من تدهور مخيف ومرعب في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني  ،بل سيلعنون كل من ساهم وكان له دور في خراب ودمار العراق .

10- الخيار العقلاني والمعتدل وفي نفس الوقت هو الحل  الوحيد الذي بقى امامنا كقوى سياسية ماسكة لمقود السلطة وبقية ابناء الشعب العرافي  هو ان نقف ونصارح انفسنا بعقلانية وبتجرد ونجيب على سؤال مهم وحيوي .

لماذا اصبح العراق هكذا ؟وماذا فعل  الشعب العراقي من جرم حتى يعاقب بهذه الطريقة ؟ .عند ذاك سنضع قدمنا على المسار الصحيح وسنتمكن من اعادة بناء الانسان الذي  بدوره سيستطيع اعادة بناء الدولة العراقية .لكم الاجابة ان كنتم ترغبون  بالخلاص .لكم مودتنا ولعراقنا الأستقلال والأستقرار والعدل.

 

 

المشـاهدات 421   تاريخ الإضافـة 11/09/2021   رقم المحتوى 12099
أضف تقييـم