الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
الموسيقى غذاء الروح وتقدم الأمم
الموسيقى غذاء الروح وتقدم الأمم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. سامر ناهض خضوري
النـص :

ان الحروب والصراعات الداخلية والخارجية التي شهدها العالم الغربي في القرون السابقة، كانت سبباً في تأسيس مجتمع منغمس بالاضطرابات والانقسامات والاحتقانات والاختلالات النفسية التي تبلورت على رسم ملامح شخصية انفعالية ومتشنجة فكرياً ونفسياً جعلها تؤمن بمنطق القوة والعنف في تسوية مشاكلها، وجراء ذلك لم تتمكن تلك الدول في ذلك العصر من احراز اي تقدم معرفي وثقافي يذكر سوى بعض الافكار التي طرحت من بعض المفكرين والتي نادت بضرورة الارتقاء بواقع المجتمع الذي يعاني من تقهقر نفسي وانطباعي اتجاه الظواهر المختلفة، ومن الضروري انتشال كل مظاهر الانكسار التي يعيشها الفرد الاوربي نحو بناء المستقبل، الا انها لاقت رفضاً قاطعاً من قبل المجتمع، ومع مرور الزمن شعرت تلك الدول بأهمية البدأ بعملية تصحيح مسار ذلك الاعوجاج الذي يكتنف المجتمع من خلال تشخيص الاسباب التي ادت الى ذلك، واخذت تبحث عن الوسائل التي تستبدل تلك القناعات والتوجهات المترسخة لدى عقلية المجتمع بثقافات اخرى اهمها القانون ووسائل اخرى تبعث على الرخاء الروحي لدى المجتمع، فانتبهت الى اهمية صناعة غذاء روحي ونفسي يبعث به روح الامل ويفعل بداخله روح الانسانية الكامنة في داخله والتي تقوم على اساس التسامح والمحبة، لتتفاعل مع جانبه العقلي لتنتج فرد يعيش بحالة من الاستقرار الداخلي بدلاً من الشعور بهواجس الخوف وعدم الثقة، وان ذلك سينعكس بالتأكيد على اداءه العلمي بشكلٍ كبير، وكانت من بين اهم تلك الوسائل هو نشر ثقافة الموسيقى بين الاوساط المجتمعية وجعلها احد الاركان الاساسية المسؤولة عن اضعاف تلك التشنجات والاحقاد لدى المجتمع، والاكثر من ذلك جعلوا منها أحد الدروس الاساسية التي تقدم الى الطلبة في المدارس، وذلك لاسباب تعود الى جعل هذا الطالب يتعامل مع ظواهر الحياة بالسلوب الذوق الرفيع الذي تخلقه الموسيقى والتي تدخل السعادة والبهجة على حياته بدلاً من الاحزان والاحقاد التي كانت تسيطر عليه، ومن ثم سيساعد ذلك الطالب على التعامل بايجابية مع دروسه الاخرى، فضلاً عن كل مظاهر الحياة الاخرى والذي سيوسع من افق التقدم لدى ذلك البلد.الا ان واقع التعليم في العراق بعد عام (2003) لم يصب جل اهتماماته نحو ذلك الدور والاثر الذي يقوم به درس الموسيقى على ضبط وتنظيم السلوك العام للطالب، من خلال ما تحمله الموسيقى من انغام تنتزع جميع الهواجس، ليخلق بداخله الاستقرار النفسي البعيد عن مظاهر التوتر والخوف الذي ينتابه جراء حالة عدم الاستقرار، فضلاً عن هواجس الضغط التي تقوم بها الدروس الاخرى، وان عدم الاهتمام ذلك يعود لاسباب بعضها ترجع الى الاهمال المقصود او غير المقصود من قبل الدولة، وجراء ذلك الغياب يلاحظ ان سلوك الطالب العراقي يميل الى عدم المرونة في الكثير من الاحيان ورفضه للكثير من الممارسات العلمية التي تساهم في تطوير ذاته ويتعامل معها بلغة الاجبار وليس القناعة الامر الذي يؤدي الى انحسار الابداع الى حد ما. ان هذا المقال لم يحاول ان يجعل من درس الموسيقى على انه الركن الاوحد والمسؤول عن ازالة جميع السلبيات التي يعاني منها الطالب العراقي، انما هناك عوامل اخرى تتعلق بنوعية وطبيعة الدروس الاخرى وطرق ايصال المعلومات والبنى التحتية المتهالكة للمدارس فكلها اسباب رئيسة تشكل تحديات امام عملية بناء الطالب بالشكل الصحيح، الا ان الاشارة الى درس الموسيقى هو لان العراق اقصى هذا الدرس بشكل كبير ولم يعطي له الحق في مزاولة دوره في بناء شخصية ونفسية الطالب العراقي مع بقية الدروس الاخرى. 

المشـاهدات 542   تاريخ الإضافـة 12/09/2021   رقم المحتوى 12105
أضف تقييـم