عزيزي الناخب الكريم : ان انتخابك للمترشحين على اساس مصلحتك الشخصية ، ام الطائفية ،  ام العرقية ، ام الحزبية ، دليل على انتهازيتك ومصلحيتك وخيانة لبلدك اذا لم تضع امام نصب عينيك المحاور التالية وتجيب لنفسك عليها.

 المترشحون للانتخابات أصناف الاول عتيق ومعلوم لدى الجماهير ، والثاني وجه جديد لكنه يعكس وجه آخر او واجهة بديلة او بديل مناور ام مناوب سمه ما شئت ، والثالث وهو قليل جدا من الجدد المستقلين فعلا (ان وجدوا).

جميع المترشحين او اغلبهم يطلق برامج انتخابية يطمح لتنفيذها ، وجميعها متطابقة ومتشابهة لا لشيء سوى انها مسلمات تعكس احتياجات المواطنين من قضاء على البطالة وتعيين اصحاب الشهادات وتوفر فرص العمل في القطاع الخاص بضمانات مشابهة للموظفين و توفير خدمات الكهرباء والماء (الصالح للشرب) و تنشيط سوق العمل وفك الاختناقات المرورية والسكنية وحل ازمة السكن (اظن ان اغلى بلد في العالم او ما ينافس على ذلك هو العراق ـ سعر منزل مساحته 60 مترا تجاوز 230 مليون دينار/ 150 ألف دولار) واعادة الثقة بعمل المؤسسات الصحية والتعليمية ودعم الطبقات الفقيرة وشبه المتوسطة بالمواد الغذائية الصالحة للاستهلاك واعادة الصناعة العراقية على المستويين الحكومي والخاص ا بتا نستورد ابسط الاشياء من دول بسيطة ، بل ان العراق بات يتفق مع دول عربية شقيقة لاستثمار موارده النفطية وكأن العراق بلد بربري تم اكتشافه حديثا وتم اكتشاف خيراته معه وليس بلدا وصل مرحلة من التطور جعل امريكا تحتله بذريعة تصنيع اسلحة دمار شامل!

من هذه التناقضات يمكن للمواطن ان يراجع تفكيره فقد ينسى احيانا كثيرة تسلسل وتتابع الامور سيما ان عشرات الفضائيات تعمل على ذلك لتشويه وتشويش الذاكرة العراقية.

ما يثير الانتباه ان الغالبية العظمى من المترشحين سواء كتل ام احزاب ام اشخاص هم اقطاب في السلطة ، فلماذا لم يصححوا ويينفذوا ما وعدو به في دوراتهم الانتخابية السابقة وهم في رأس السلطة؟ واذا صح القول بعدم جواز اعادة تجربة المجرب فمعنى ذلك ان الجميع مشمول لان جميعهم جربناهم وها هي النتائج على الارض!

نريد من المترشح اذا كان قديما ان يخبرنا بما صنعه وقدمه ؟ نريد من المترشح الذي فشل في تحقيق طموح جمهوره ان يستحي منه؟ وندعو جمهوره الى عدم اعادة انتخابه لان ذلك يعد خيانة لجميع الاعراف التي ذكرناها.

وممكن ان نسأل المترشحين : اذا كنتم تدعون في برامجكم الانتخابية محاربة الفساد والمفسدين وتطبيق الحق والعدالة وتنفيذ القانون هل لكم ان تعطونا نماذج من الذين ستكافحونهم او الذين ستعملون على ملاحقتهم بعد ان كنتم في السلطة وتعرفون جيدا من هم المتورطون بالفساد؟

نتحدث عن القدامى ما الذي حققوه للعراق من فائدة في كفة ومن ضرر من كفة اخرى؟

لست مع افشال العملية الانتخابية واضعافها وتشجيع الناس على العزوف عنها ، بل بالعكس اجدها الملاذ والمنفذ والطريقة الافضل في معالجة الاوضاع السياسية والاقتصادية في البلد عبر التغيير السلمي التدريجي واجبار السيء على التنحي او على الاقل تصحيح مساره واعادة احتواءه اذا لم يكن مخالفا للقانون والدستور.

يقال بطريقة (الحسجة) : ان احد المترشحين من الذين شغلوا مناصب عدة منذ قبل وبعد 2003 لحين ان اصبح وزيراً قد تم استبعاده من دخول المنافسة الانتخابية بذريعة اجتثاث البعث او المساءلة والعدالة؟!