غالباً ما يقاس حرص المسؤول وحسن ادارته بنظافة الحمامات والمرافق الخاصة بالموظفين والمراجعين بدائرته ، فان كانت نظيفة وبدون عيوب وتحتوي معقمات ومعطرات يعكس ذلك ان المسؤول التنفيذي الاول يتابع ويراقب ويصلح كل شيء اما اذا وجدت خلاف ذلك فتأكد ان مسؤول الدائرة لا يستحق المنصب الذي يشغله.

قد يبدو ذلك مزحة او سخرية لما يتحمله وضعنا المأساوي من المبكي المضحك ، لكنها الحقيقة المرة ، حيث يلمس اغلب موظفي الدوائر خاصة الخدمية منها ومراجعيها حجم الاهمال الكبير في الخدمات الصحية المتوفرة للمواطنين لان اخر ما يفكر فيه المسؤول لدينا هو راحة المراجع لانه لا يمتلك قناعة ان راحة المواطن اهم من راحته ، فما يؤمنه لنفسه من مكتب وثير وحمامات خاصة وتكييف يقيه حر الصيف وبرد الشتاء بما لا يوازي ما يوفره للمراجع او لموظفيه ، فهذا يعني ان هناك خللاً في فهم المسؤول للموقع المتقدم في الادارة وكأنه تمييز يمنحه الحق بالفوقية وبالتمتع بالامتيازات على حساب الاخرين.

لا عذر هنا لاي مسؤول يتغافل ذلك او يتذرع بقلة التخصيصات وعدم توفر الاموال مما يمنع من صيانة مرافق الخدمات للمراجعين والموظفين على حد سواء ، لان تضخم الامور وكأنها تحتاج الى مبالغ خيالية يعكس عجزاً وعدم قدرة ، فمن يريد ان ينجز عملاً يستطيع فعل اشياء كثيرة من اجل تحقيق اهدافه النبيلة.

والان عند مراجعة اي واحد منا لاية دائرة عليه ان ينتبه لخدمات المرافق الصحية لها ويبدأ مقارنة بسيطة ليتأكد ان المسؤول الذي لم يبدأ بالعمران والنظافة من دائرته ، لا يستحق ان يكون على رأس دائرته (لان الوسخ يظل وسخ).