اعادة الاموال المنهوبة تحتاج الى حكومات لا تنظر بعين واحدة وتغمض العين الاخرى والى طبقة سياسية غير متورطة بالنهب بشكل مباشر او غير مباشر ولاصحاب اختصاص لا يسوقون اكاذيب ومعلومات مغلوطة للرأي العام بهدف تضليله والتغطية على الحقائق وخدمة للحيتان الكبار.

اعادة الاموال المنهوبة ليست عملية بوليسية لتقصي المنافذ التي هربت منها او الدول التي استقرت فيها ، لان ذلك يصبح ضحكاً على ذقن الشعب اذا لم نصل للناهبين الحقيقيين الذين يصورهم من يطلقون هذه الفرية على انهم اشباح لا يمكن كشفهم في الوقت الذي يعيشون بيننا ونراهم يومياً ويحتلون اعلى واهم المناصب في مؤسسات الدولة وقد نضطر في احيان كثيرة للاستماع لهم وهم يتقيئون من على شاشات الفضائيات شعارات النزاهة الفضفاضة وزبد القيم والاخلاق ودروس العفة من دون ان يجرؤ احد البصق بوجوههم الكالحة ، او ان تقول لهم الحكومة واجهزتها على عينك حاجب يا ناهب.

من يريد استرداد امواله المنهوبة بصدق نية ، عليه ان يبدأ بالاقربين ممن حوله لا ان يذر رماد الرياء بمؤتمرات لا اثر لها لانها تبقى حبراً على ورق التسويف والتجاهل ، ولا يجعل على طاولة مؤتمراته الرئيسية ممن ذمته مقدوحة ونزاهته حملت الشبهات ليصدره عنواناً لمحاربة الفساد ويقدمه حريصاً على مال العراقيين وثرواتهم وهو في حقيقته احد كبار الناهبين يشترك معه المنظم والمنسق والداعم وصاحب الدعوة.

العراقيون لا يرتضون ان تسوق اليهم الاكاذيب وتعطى لهم ارقام مزيفة للتغطية على منافذ السرقة الحقيقية التي تتستر خلفها مافيات الفساد السياسية التي تمتص وتعتاش على قطاعات الدولة بطرق غير شرعية لا تمتلك الارادة السياسية صدقية في معالجتها او محاربتها ، مثلما لا يقبلون عقد مؤتمرات لشرعنة الفساد وافلات الفاسدين فعلى الفاسد ان يأخذ جزاءه ويرجع ما سرقه لان اموال العراقيين وثرواتهم ليست محل صفقات وتسويات.