الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
حين يصبح ابتزاز المواطن حالة عادية
حين يصبح ابتزاز المواطن حالة عادية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

في ظل غياب الرقابة والمتابعة المستمرة وضعف تطبيق القانون والوقوف على دقة تنفيذ الواجبات الموكلة لبعض العناصر التي تعمل بالدولة تتفاقم الاخطاء وتنتشر حالة الفساد الذي اصبح يشكل الازمة الخطيرة في المجتمع

والتي لابد من التصدي لها بحزم وجرأة والعمل على اجتثاث جذورها التي امتدت في عمق البنية الاجتماعية وجعلت الامور تسير نحو الاتجاه المعكوس واصبح المواطن عرضة للابتزاز اينما يكون سواء في مركز للشرطة او عند نقطة سيطرة للعبور منها بمركبته او مواطن يقوم ببناء دار له او مراجعة رسمية لدوائر الدولة المختلفة لانجاز ما يحتاجه من اجراءات والتي يتعرض خلالها الى الابتزاز والمذلة والتعامل اللانساني

اسوق كلامي هذا وبعد تقصي ومتابعة واطلاع على كل هذه الحالات التي حين اتحدث عنها باستغراب ربما  يرد علي البعض  ويقول انه موضوعا ليس غريبا بل قد اصبح حالة عادية  بل من البديهيات فلا يمكنك ان تنجز معاملة في معظم دوائر الدولة وتحصل على ما تريد دون ان تدفع الرشوة بطريقة او اخرى، ولكن لو نظرنا الى الموضوع من زاوية اخرى هل كانت هذه الآفة تنتشر لولا وجود ادارات مشاركة فيها اقصد لو لم يكن امر الوحدة العسكرية متفقا مع بعض الضباط هل يمكن ان  يبقى الجندي بعيدا عن وحدته ونهاية الشهر يستلم نصف راتبه وهل يستطيع موظف في دائرة ان يطلب الرشوة بلسان صريح ودون خجل وامام انظار الجميع لولا انه يدرك تماما ان ما يقوم به لا غبار عليه وهو مسنود من الاعلى منه في الادارة ويشاركه النصيب مما  يجنيه من اموال وامتدت جذور هذه الازمة حتى شملت اماكن العلم والصحة والمواصلات والبلديات وكل ما يتعلق بمصالح المواطن فقد اصبحت الدرجات العلمية تمنح بمقابل والبحوث تكتب من قبل غير الباحثين  وتقييم الشهادات من الخارج بمقابل والمتخرجين من الدراسات العليا اصبحوا اكثر مما تحتاجه الصين ، والدولة في وضعها الحالي متخمة بالكثير الكثير من الموظفين المتكدسين في جميع مؤسساتها الذين ليس لديهم ما يعملون بل هي بطالة مقنعة وخفية ومسكوت عنها

فالقسم الذي يحتاج اثنان او ثلاث يوجد فيه عشرين موظفا

ومقابل ذلك لا انتاجية ولا انجاز مهم بل انه اصبح ذلك يشكل. عائقا وعاملا مهما في نزيف ميزانية البلد على الرواتب الممنوحة وربما البعض يسأل  كيف تسير الامور وتتحقق المنجزات في دول ذات كثافة سكانية وعمالة كبيرة  وميزانيات محدودة كمصر مثلا ؟ لو دققنا

النظر في مستوى انجاز الفرد بمصر وكيفية ضغط النفقات ووجود الخطط والبرامج التنموية الناجحة والرقابة المستمرة  وتوفر  الامن واستثمار الطاقات البشرية بحيث ان الجنود تم الافادة منهم في مجالات الزراعة والتصنيع لانجاز مشاريع عملاقة ناهيك عن دور الاعلام وما يلعبه من تأثير في الرأي العام  من خلال كل هذا  استطاعت الحكومة في ظل اقتصادها الحالي ان تبني مدينة ادارية حديثة تضاهي القاهرة واكبر مدنها واستطاعت بخططها الاستراتيجية والمستقبلية ومشاريعها الناجحة ان تستقطب رؤوس الاموال الاجنبية وتوظفها. في  برامج تنموية مستدامة ، وهذه تركيا ايضا ودول اخرى تحيط بالعراق مع الفارق الكبير بين ميزانياتها السنوية وبين ميزانية العراق لكن نرى البون شاسعا

اليوم ونحن على ابواب مفترق طريق ودورة جديدة لانتخاب ممثلي الشعب ، وباسمهم نطالب بضرورة الحل والتغيير الجذري وتعديل المسار وفق القانون وحقوق الانسان وتلبية حاجات المواطن الاساسية وتوفير الامن والخدمات وجعل المواطن يعيش حالة من الامل والتفاؤل بمستقبل وطن أقترب من حالة الانهيار  فهل سنعي تجربة الاخرين وندخل مرة اخرى كوكب المجتمع الدولي حاملين الروح الوطنية

والارادة في التغيير وبناء ما تهدم ، ام نبقى خارج الجغرافيا وبعيدا عما يتحقق في هذا العالم الكبير.

 

 

 

المشـاهدات 426   تاريخ الإضافـة 18/09/2021   رقم المحتوى 12158
أضف تقييـم