تجربة ناجحة لم يسلط الضوء عليها وتم تجاهل دور العشائر الايجابي فيها طوال الفترة السابقة ، أتيح لي الاطلاع على تفاصيلها وطبيعة الخدمات التي تقدمها العشائر الجليلة وهي تقوم بدور المجالس البلدية بشكل تطوعي لخدمة اهالي الاحياء التي تقع ضمن دائرة تشكيلاتها .

مجالس العشائر في الاحياء ليست بديلاً عن مؤسسات الدولة لكنها تعوض عن حلقة مفقودة لمتابعة ما تقدمه الدوائر الخدمية والخلل الذي قد يحدث جراء الزخم السكاني الذي تعيشه اغلب الاحياء الشعبية اضافة لعدم تحديث وادامة البنى التحتية على مدى العقود السابقة مما ادى الى تهالكها وعدم قدرتها على تلبية متطلبات السكان ، مما يستدعي مراقبة حثيثة ومتابعة دائمة وتجاوز البيروقراطية والروتين ، بل وتشكل هذه المجالس عامل طمأنة وتهدئة النقمة الشعبية بما يتناسب وادامة السلم المجتمعي وهو دور كبير تضطلع به هذه التشكيلات على الرغم من انها تطوعية وبجهود وامكانيات ذاتية وبلا ميزانيات او انفاق باذخ.

ويبدو ان مع مرور الوقت اكتسبت هذه المجالس خبرات اضافية فأخذت شكلاً تنظيمياً يلبي حاجات الاهالي فصارت هناك لجان متخصصة فيها اعلامية وخدمية واخرى لاصلاح ذات البين تؤدي كل منها مهاماً جوهرية تصب في الصالح العام وتذلل العقبات وتراعي مصالح المواطنين من سكنة الاحياء المعنية وتقوم بادوار اجتماعية منها التكافل والتعاون والصلح واسداء النصيحة والتقارب بين المختلفين ، لتغدو هذه المجالس منظومة ضابطة لايقاع المجتمع.

ان تأخذ العشيرة دوراً ايجابياً بهذا التنظيم العالي وتسهم في استقرار السلم الاهلي والتخفيف عن كاهل المواطنين سينعكس على العديد من مفاصل الحياة العامة وستكون احد سبل الارتقاء بالمجتمع واشاعة روح التفاهم والمحبة بل وتحفيز عناصر الخير لدى الجميع لتكون العشيرة وحدة تنظيمية غير مكلفة بل ومقبولة وهو ما تنتظره من الجميع في ظل الظروف الحالية.