الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
الذكرى العشرين لـ 11 سبتمبر بأقلام امريكية
الذكرى العشرين لـ 11 سبتمبر بأقلام امريكية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد عطوف الأوسي
النـص :

في خضم انشغالاتنا في امور متعددة وعلى  رأسها الاستعدادات الجارية للتحضير لانتخابات العاشر من تشرين ايلول القادم ، مرت علينا الذكرى العشرون لاحداث 11 سبتمبر 2001  والتي لا تزال تبعاتها السيئة والخطيرة ماثلة في الواقع العراقي ، سنحاول في هذا المقال التطرق الى ما تم ذكره ونشره من اراء وكتب تناولت هذا الحدث .عرض محمد  فوزي وهو باحث غير مقيم في مركز انترريوجونال للتحليلات الاستراتيجية ،  والتي اجملها بعنوان(عقدة سبتمبر) . يقول تكاد تجمع الكتب الصادرة عن كبريات دور النشر الأمريكية خلال الفترة الماضية ، عن تحول احداث 11 سبتمبر 2001 الى "عقدة" في السياسة الخارجية والدفاعية الامريكية ، لم يتم تجاوزها بعد  ، على الرغم من مرور ما لا يقل عن عقدين من وقوعها، فالحرب الأمريكية فى افغانستان والعراق، والتدخلات العسكرية في العديد من مناطق الصراعات مثل سوريا؛ لم تحقق الامن في الداخل الامريكي ،أو انهاء التهديدات الأرهابية بصورة كاملة ، وانما تمخض عنها تكلفة مادية وبشرية ضخمة، وأدت الى تقويض مكانة الولايات المتحدة عالميا"، وتزايد ازمة الثقة في القيم المركزية في النموذج الامريكي، وأنتهاءا بالمشهد الفوضوي للانسحاب من افغانستان وأجلاء الرعاية من كابول .وفي هذا الاطار، ياتي تقرير "كارلوس لوزادا"، الناقد والمحرر  الامريكي بصجيفة واشنطن بوست، المعنون" 11 سبتمرا  حيث قال انها كانت اختبارا: فكتب :- كانت العقدين الماضيين التي توضح كيف فشلت الولايات المتحدة ، وذلك في 5 سبتمبر 2021 ليكشف عن تطور تناول ارتدادات  11 سبتمبر في الكتب الامريكية .1- اقرار بفشل الحرب الامريكية من لجنة " 11 سبتمبر يشير التقرير الى أن الولايات المتحدة قد فشلت في التعمل مع التهديدات الأرهابية بشهادة اللجنة التي شكلتها السلطات الأمريكية وحملت اسم  "11 سبتمبر " ، حيث اشارت اللجنة في تقريرها الى انه على الرغم من التحذيرات الكبيرة للأدارة الأمريكية المتعاقبة من خطورة القاعدة والتنظيمات الأرهابية الأخرى ، فقد حدثت هجمات الحادي عشر من سبتمبر .2- تغافل واشنطن عن شعارات القيادة الأخلاقية للعالم : يشير التقرير الى ان الولايات المتحدة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمر كانت تتحدث عن ضرورة أن " تقدم للعالم صورة للقيادة الأخلاقية للعالم ، التي تلتزم بمعاملة انسانية، وتحافظ على سيادة القانون ، وتراعي مصالح الجوار ، وتدافع عن المثل العليا بقوة ، وكانت هذه الشعارات هي اكثر ما ترفعه الولايات المتحدة ، وأكثر ما تتجاهله في الوقت نفسه ، فبدلا من ان تقوم الولايات المتحدة بتجسيد هذه القيم النبيلة كرد على 11 سبتمبر : شرعت في تنفيذ سياسات تعبر عن الخداع ، والوحشية ، والغطرسة ، والجهل ، حيث ساهمت السياسات الأمريكية في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر  في تسيس الأمن ، وتقنين الوحشية ، وتسليح الوطنية  .وينوه التقرير الى ان هذه الحالة كانت في البداية طارئة وأستثنائية ، لكنها تحولت بعد ذلك الى نهج امريكي دائم .3- تجاهل الأدارة الأمريكية  للتحذيرات بخصوص الأرهاب :يسلط التقرير الضوء على رواية " حروب الأشباح " التي سلط فيهاكاتبها الضوء على تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في جرائم عديدة قبل مرحلة 11 سبتمبر  ، لكن التحول الذي حدث هو ان هذه الجرائم تكشفت للعالم بعد 11 سبتمبر بشكل واضح وجلي ، كما اشارت الرواية الى تحذيرات سرية في منتصف عام 1990 من مكتب التحقيقات الفدرالي ، وهيئة الاستخبارات الوطنية ، وهي التحذيرات التي قالت  ان هناك عدة اهداف في خطر ، ومنها البيت الأبيض ، والكابتول ، ورموز الرأسمالية الأمريكية ( مثل وول ستريت ) ،4- عدم التحرك الأستباقي ضد افكار التنظيمات الأرهابية :  أشار التقرير الى كتاب " برج يلوح في الأفق" والذي يناقش عقلية الأرهابيين بقيادة" اسامة بن لادن " واهدافهم من هجمات 11 سبتمر ، خصوصا ما يتعلق برغبتهم في بث الرعب داخل الولايات المتحدة ، كما تطرق الى دور وتأثير ▪ المنظر" الجهادي المصري " سيد قطب" على ارهابيي القاعدة ، خصوصا فيما يتعلق بالتصورات التي طرحها حول " حتمية الصدام " بين الاسلام والغرب أو الحداثة ، وهي التصورات التي لم لتتعاطى معها الولايات المتحدة بالشكل الأمثل ، بل ساهمت سياساتها في تعميقها حسب اغلب المتابعين .5- تحول سياسات الولايات المتحدة نحو الوحشية :- سلط الكاتب بوب وودوارد في كتابه" بوش في حالة حرب" الذي صدر عام 2003 ، الضوء على المناقشات التي كانت تجري بين الرئيس الامريكي وفريقه للأمن القومي ، وفي حوار له مع وودوارد سقطت عبارة من " بوش" قال فيها : سوف احضرهم احياءا او اموات" ،وحاول بعدها تبرير هذه العبارة ولا يزال الحديث لووادوارد بالقول انها محاولة للتأكيد على عزمه محاربة الأرهاب مهما تطلب الأمر ، لكن هذه العبارة كانت كاشفة لنهج الأدارة الامريكية في الفترات اللاحقة ، وهي الفترات التي تم فيها تجاوز القانون تحت ذريعة مكافحة الأرهاب ، وهو التجاوز الذي تجسد في ممارسات وأساليب استجواب وكالة الأستخبارات المركزية للمشتبه بهم في قضايا الأرهاب .6- النقطة الاهم في التقرير والتي تهمنا كعراقيين ، هو ما ذكره من تصاعد غضب الشعب العراقي من الولايات المتحدة ، فقد اشار التقرير الى كتابات "انتوني شداد"في "واشنطن بوست" التي اشار فيها الى غضب الشعب العراقي من الأمريكيين .نتيجة لأحساس العراقيين بأن الامريكيين يتدخلون فيما لا يعنيهم ، وبالتالي ركز الكاتب على عدم شرعية الحضور الامريكي في العراق ، من منظور العراقيين انفسهم ، واشار الكاتب" شداد " الى ان الولايات المتحدة من مجرد تحولها من مرحلة "تحرير" العراق  من حكم صدام حسين الى مرحلة أحتلال العراق فقدت كامل شرعيتها ، ووفرت بيئة خصبة للتنظيمات الأرهابية التي وصفت الاحتلال الأمريكي للعراق ب " الحرب الصليبية على الأسلام "ختاما انطلقنا بهذا الاستعراض التاريخي لهذه المناسبة ، لنطرح تساؤلا عراقيا على ضوء الانسحاب الامريكي المفاجيء من افغانستان وما حدث من هجوم لتنظيم داعش الأرهابي على مطار كابول ..الا يحق لنا ان نتسائل ونسأل السؤال الحتمي .هل بقى في العراق من لا يزال يعتقد ان لامربكا مصداقية في ما تدعيه من محاربتها للارهاب . وخاصة ان العراق الان في وضع متردي على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني ؟اما ان الأوان ان نبتعد عن هذه الأوهام ونتعاون ونتعاضد من اجل النأي بالعراق من الوقوع في الهاوية التي يعدون لها بكل ما يملكون من افكار شيطانية. سؤال اخر لا يقل اهمية عن السؤال السابق . لماذا لا نخرج من الصراعات الاقليمية والدولية ونتحول الى دولة عادلة حضارية ومحايدة مقتدرة  بما تملكه من مقومات النجاح لصعود سلم الحضارة والتقدم ؟لكم مودتي ولعراقنا الاستقلال والأستقرار والعدل .

المشـاهدات 597   تاريخ الإضافـة 19/09/2021   رقم المحتوى 12168
أضف تقييـم