الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
الإيمان ... و الحكمة
الإيمان ... و الحكمة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبد الحميد
النـص :

  في سياق حادثة تأريخيّة موّشّحة  بهيبة حدث و جرأة موقف سعت  تلّخصه هذه القصة ، التي سنرويها كما رُويّت و أيّنعت في بطون كتب التأريخ العربي، بعد أن أفضت الخلافة إلى " عُمر بن عبدالعزيز " و أتته الوفود لتبايعه، و كان من بين الوفود صبيّاً أراد أن يتكلّم، فقال له الخليفة: " ليتكلّم من هو أسن منكَ " فقال الصبيّ : " والله يا أمير المؤمنين ... لو كُنتَ كما تقول ... لكان في مجلسنا من هو أحق منك بالخلافة ! " قال الخليفة " كم لك من العمر يا غلام ؟! " قال أثنى عشرة عاماً، فقال الخليفة " عِضنّي " فقال الصبيّ " نحن أمنا بك في بيوتنا، لا خوفاً منا، و لا رهبة ًمنك، فكثراً من الناس من يغرهم الثناء، فلا تكن ممّن يغرهم الثناء فتزل قدمك " ، بعد كل هذا نجدنا نحتمي - مجدداً- و نستظل  بملخص ما قاله أحد حكماء أمّة  العرب ؛ " ثلاثة من كُن فيه إستكمل الإيمان والحكمة / من إذا غضب ، لم يخرجه غضبه عن الحق/ ومن إذا رضي ، لم يخرجه رضاه إلى الظلم والباطل / ومن إذا قدّر لم يتناول ما ليس له " ، كما نجد في قول الإمام علي " ع " جلال معنى عمق جواهر الحكمة وهي  تتجلّى عبر براعة  هذا النسق الواثق من  طهارة الإيمان الراسخ في  عظمة تلك  العقول  المُحلقة  في  سموات  السمو بالمعرفة وفي  التمهيد لكيفيات بناء الروح و تعميدها بأواصر الخشوع والشيوع لمثل هذه القيّم العليّا، يقول إمام الحكمة: ( يَحيا المؤمن بيَن أمرين يُسر وَ عُسر، وَ ڳلاھما نِعمة   لو أيقنّ،  ففِي اليسر : يكون ... الشكر " وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " وَ في العُسر : يكون ... الصَبر " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب " ، ولعل النظر من زوايا رؤية أخرى ، نظّنها إضافة نوعيّة من حيث فعل و أثر ديمومة و حيوية تعاضدها  الدأب بروح العمل و فكرة تكافىء الإخلاص له ، و كيف يجب التجديد والتعضيد الذي يمّد الحياة بنسغ التواصل والتفاعل والتلاقي  و التلاحم مع الذات و الآخرين، لذا نرآه يقول : " من تشابه يوماه ... فهو مغبون".

   

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

المشـاهدات 456   تاريخ الإضافـة 19/09/2021   رقم المحتوى 12174
أضف تقييـم