الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
فقراء...تحت رحمة الأطباء!
فقراء...تحت رحمة الأطباء!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عماد الكندي
النـص :

منذ وجود الإنسان على هذه الأرض ومهنة الطب تعتبر مهنة إنسانية خالصة ، لإن المراد منها هو أنقاذ أرواح الناس ومساعدتهم على تحسين صحتهم وأعادة حيويتهم ونشاطهم ، وهذا مادأب عليه أرباب هذه المهنة الإنسانية على مر العصور والأزمان ..ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت هذه المهنة الرائعة بكل معانيها الإنسانية مهنة للتجارة بحياة الناس بلارحمة ، وكون العراقيين قد مرت عليهم ظروف صعبة وقاسية من حروب مدمرة وحصار بغيض ومعانات طويلة وأرهاب مستمر منذ سنوات فلا نبالغ إذا قلنا بأن هناك النسبة الأكبر من العراقيين اليوم هم يعانون من الأمراض المختلفة  ، ونجد أيضاً بأن النسبة الكبيرة من الشعب العراقي هم من الطبقة الكادحة ذات الدخل المحدود وأن أفراد هذه الطبقة إذا ماداهم المرض منهم طفلاً أو شيخاً أو إمرأة فأنه يصبح بين فكي كماشة لاترحم ( قسوة المرض وجشع الطبيب ) ..!!  حيث أنه وبعد سلسلة من الفحوصات الروتينية من تشخيص وتحليل وأشعة يجد أهل المريض بأن جيوبهم قد فرغت بشكل كامل من الأموال ولايجدون مايملكون لدفع باقي الفحوصات والتحاليل فيضطرون للعودة بمريضهم إلى البيت وهو يعاني شدة الآلام  التي يسببها المرض ..!!كما أن المواطن لايجد الرقابة على العيادات الطبية الخاصة ومايجري فيها من أهوال وأبتزاز للمريض ، والمفروض أن تكون نقابة الأطباء حاضرة بقوة في هذا القطاع الإنساني حتى لايتشوه ولايبتعد عن هدفه الإنساني بتصرفات بعض الإطباء الجشعين الذين أساؤ ا إلى هذه المهنة الإنسانية الرحيمة..!ويقول البعض  من القريبين من القطاع الصحي ..أن الطبيب وعندما يفتح عيادته الجديدة يبدأبالتفكير في تأثيثها بأحدث الآثاث الثمين وملأها بالأجهزة المهمة والمعدات الطبية وجلب معدات المختبر ،ثم يفكر بالسيارة وبعدها في شراء الدار  ثن التفكير بأستثمار المال الذي جمعه في مضاربات السوق المالية للأوراق والشركات الربحية ..  ..وهذا طبعاً يحتاج من هذا الطبيب المستجد أموال طائلة فيضطر أن يرفع سعر المراجعة إلى مستوى عال كما أنه يجبر بعض المرضى على القيام بأجراء التحاليل داخل مختبر عيادته ولايقبل منهم أن يذهبوا إلى مكان آخر كما أنه يتعاقد شهرياً مع صيدلية مجاورة لعيادته ويأخذ معهم (النص) كما ويتفق معهم على أعطاء المريض أدوية باهظة الثمن ،كما أن عيادات بعض الأطباء تعج بالمروجين والسماسرة والوسطاء الذين يحلبون المريض حلباً  تحت جملة من الأمور منها تقديم السره للمريض أو جلب بعض الأدوية المفقودة من مكان بعيد أو تسهيل أمر الفحصوصات والأشعات وهكذا ..فهؤلاء هم بمثابة بلاء آخر على المريض المسكين يضاف إلى بلاء الطبيب وبلاء المرض .!!فأين نحن ياترى من تعاليم ووصايا الإسلام ،  وهل أن ديننا الحنيف يسمح لنا أن نستغل المرضى بهذه المستوى من الإنحطاط الأخلاقي ، حيث نجد بعض الأطباء يحاربون بعض زملائهم الذين يأخذون أجور رمزية على معايناتهم ويضعون العراقيل بطريقهم ويقاطعونهم بشكل عجيب ، وكأن هذه المهنة الإنسانية أصبحت مهنة لسلب الناس أموالهم وأختلاس أرواحهم ، وليس مهنة لإعادة الأمل لهم من أجل حياة صحية خالية من الأمراض والآلام  ..فعلى القائمين على هذه المهنة أن يستحضروا القيم الإنسانية الكريمة وأن يضعوا الله نصب أعينهم قبل أن يكبدوا المريض الخسارة المادية خصوصاً طبقة الفقراء والمعوزين الذين لايجدون من يخفف  آلامهم ويعيد لهم عافيتهم بعد الله غير هؤلاء الأطباء ..فرفقاً بالفقراء أيها الاطباء ..!

المشـاهدات 478   تاريخ الإضافـة 13/10/2021   رقم المحتوى 12294
أضف تقييـم