السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
الشارع المرفوض اصبح مقبولاً
الشارع المرفوض اصبح مقبولاً
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

لم يعان العراقيون مثل ما عانوا من التحولات وعدم احترام المواقف من قبل الطبقة السياسية وخصوصا المتدين السياسي الذي ينتقي الرفض والقبول حسب ما يليق بالمرحلة التي يعيشها ، وبعضهم حين تعاتبه على هذه التناقضات يجيبك بانها السياسة ، وهي كما يروجون دائما : فن الممكن ، نعم فن الممكن في حال الانسداد لكنها لم تكن في يوم من الأيام فن التناقضات في المواقف ووجهات النظر ، فتلك قيم أخلاقية لا يبررها الدخول في عالم السياسة.

لطالما استنكر أصحاب القرار والمتدينون السياسيون فعالية النزول الى الشارع ، وتآمروا على متظاهرين ،  بتسقيط سمعتهم ، والطعن بشرف من يتظاهر ويطالب بحقه في الشارع كآخر مكان يبحث من خلاله على مطالبه الحقة ،  طالما ظهر علينا أصحاب القرار مستنكرين اللجوء الى الشارع ، دون ان يكون هناك حوار مع المعنيين بسدة القرار في البلاد.

حتى دارت الدوائر واصبح الشارع هو الوسيلة الانجع لتحقيق المطالب ، فجمع السلاح الخاسر ربعه وأصدقاء الرب والمدعين ان لهم صلة وعرىً وثيقة مع الرب ليتظاهروا ، ولتتفاخر ماكنتهم الإعلامية بقطع الشوارع وحرق الإطارات والاحتجاج وان اخذ طابعا غير سلمي ، حيث يبرر المحللون التابعون لهم كل تلك الممارسات التي كانت مرفوضة ومستهجنة ، لتتحول اليوم الى حق لا بد منه ، وسلوك لا يتعارض مع نظرية الحكم الرشيد.

اضحكني وانا اشاهد القنوات التابعة ل 'اتحاد الإذاعات الإسلامية " ومقره طهران وهي ذات القنوات الفضائية التي تديرها وتمتلكها المجاميع المسلحة والاذرع التي تنفذ أوامر من خارج العراق ، اضحكني وانا اشاهد كمية التفاخر الكبيرة بقطع الطرق وحرق الإطارات في محافظات عراقية ، حيث تنقل تلك الفضائيات وقائع بطولية لمواطنين يقطعون طريق الزبير – البصرة قرب ساحة سعد ، او عملية بطولية قام بها مواطنون محتجون على نتائج الانتخابات ، فقطعوا طريقاً بين محافظتي أربيل ونينوى ، وتذكرت كمية الاستنكار الذي كانت تلك القنوات تفرزه عبر شريطها الاخباري يوم كان محتجون عراقيون يبحثون عن كرامتهم ويطالبون بأبسط حقوقهم ، كيف كانت تلك القنوات الحزبية تنقل بشكل سلبي حرق إطارات من قبل محتجين ، وتتغافل اخبار قتل المتظاهرين ، ولا تشير الى من قتلهم ، وتنعت أولئك -المتظاهرين – بأخس النعوت والاوصاف ، ولا تتورع من قدح شرف المتظاهرين والتشكيك بوطنيتهم ، بل ولا يشرف عائلاتهم ، فقد كانت قنوات الأحزاب السياسية المسلحة تصفهم بلفظ "جوكرية " في انحياز واضح لسلطة السلاح التي وقفت بالضد من صدور عارية مسالمة لم تطالب الا بابسط الحقوق وتمت مجابهتها بالرصاص.

 

والمضحك المبكي في تظاهرات يوم الاحد ، انها كانت تطالب بإعادة حقوق الحشد الشعبي الانتخابية ، متناسين ان القانون الانتخابي لا يسمح لاية جهة تمتلك جناحاً مسلحاً بالمشاركة بالانتخابات ، والحشد الشعبي هو مؤسسة مسلحة ، يفترض ان لا تكون لها اية علاقة مع الممارسة الديمقراطية المسماة الانتخابات.

خصوصاً وان المدافعين عنها ، انما يدافعون ان الأحزاب المنضوية تحت عباءة الحشد الشعبي ، وهذا لعمري اختراق دستوري اخر لم يع ولم ينتبه له السلاح الخاسر في معركة الانتخابات.

كل تلك المتناقضات وتلك الاختراقات ما زال الغبي الذي يمتلك سدّة القوة والاستهتار في الواقع السياسي العراقي ، مناورة وتطبيقاً لما يدعوه فن الممكن في السياسة التي يمارسها تحت سلطة التخويف والرعب المتنقل ، وتحت التخويف بالمسدسات التي يحملها راكبو دراجات الموت البخارية التي وثقتها الكاميرات دون ان يتسع صدر السلطة لقليل من الشرف والشجاعة للإعلان عن هويتهم .

المشـاهدات 452   تاريخ الإضافـة 18/10/2021   رقم المحتوى 12360
أضف تقييـم