إنتهت العملية الانتخابية ، واعلنت نتائجها وسنطوي تلك الصفحة التي اخذت كثيرا من الفكر ، وخلقت الضوضاء على المستوى الميداني والنفسي، وسندخل معتركا اخر يتمناه العراقيون ان لا يكون طويلا ولا يتطور لأمور تؤدي لإهتزاز الاوضاع في البلاد ، المواطن يترقب حكومة جديدة تغير من اوضاعه نحو الافضل وان تتحول تلك الوعود التي كتبت بإسهاب في بوسترات المرشحين وتطبيقها على ارض الواقع ، انتخابات 2021 يبدو انها ليست كسابقاتها بعدة امور ، اولها كانت انتخابات مبكرة فلم يمضي اربع سنوات على الدورة السابقة حتى عقدت تلك الانتخابات ،والشيء الاخر هو النظام الانتخابي الذي استخدم الدوائر المتعددة وقسم المحافظات الى عدة دوائر ، لقد انتجت تلك الانتخابات تغييرا ملموسا في الخارطة السياسية ، فقد جلبت كتل جديدة واكثر من اربعين نائبا مستقل وهذا بحد ذاته تطورا ايجابيا قد يساهم في تغيير عمل البرلمان الذي اعتاد عليه المواطن سابقا ، واجزم بعدم رضاه عما يؤديه البرلمان تجاه شعبه وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من العراقيين العزوف عن المشاركة في الانتخابات ، يبدو ان المشهد القادم سيكون غير المشاهد التي اعتدنا عليها من قبل ، اذا ما طبقت الكتل الجديدة والمستقلين مطالبها عندما كانت خارج البرلمان خصوصا وان هؤلاء النواب اغلبهم ولدوا من ارحام ثورة تشرين تلك الثورة التي رفعت شعار التغيير السياسي والاقتصادي في البلاد ، وعلى ما يبدو ان هؤلاء النواب اختاروا مبكرا عدم تحالفهم لتشكيل الحكومة القادمة ، والاكتفاء بتشكيل كتلة معارضة داخل البرلمان هدفها تقويم الوضع والمطالبة بإصدار القوانين والقرارات المهمة التي تصب في صالح المواطنين ، الشعب اصبح متفهما اكثر لواقع الانتخابات في العراق فهو لايقبل ببديل سوى من يخدم البلاد بصورة حقيقية وهذا ما لمسناه في خسارة كتل واحزاب معروفة كانت لها قواعد شعبية لكن سرعان ماتبخرت تلك القواعد بسبب اهمال إصلاح الوضع في البلاد وكثرة البطالة وزيادة اعداد الفقراء والمحرومين وقلة الخدمات بصورة عامة ، فالشعب لايُِحمِل ْ الحكومة التنفيذية وحدها لمشاكل البلاد بل يحمل البرلمان بالدرجة الاولى وليكن ذلك بحسبان البرلمانيين انكم مشتركين في اداء الحكومة وان عرقلة المشاريع والقرارات التي تصب في صالح المواطن ستنعكس سلبا عليكم وسيلحق بكم المواطن عاجلا ام اجلا هزيمة لا يمكن العودة بعدها .