النـص : دأب " علي حدّاد " على بث و حث أرسال قصصه القصيرة جدا على نحو مستمر و مشاغب -في الغالب- ، كما دأبتُ على قراءتها على نحو ماتع و متواصل ، معجبٌ ، مجرّب في تتبع مسارات السرد بشهية فضول ، و ربما منحاز لهذا الضرب - إلى حدٍ ما - أمام سوانح إبداعات الأدب الأخرى ، لعلي حدّاد مساند مسار خاص و حسّاس في نحت و تحديد قصصه و لوامع تبنيه لأفكار و عوالم متمتعة و متدّرعة بهواجس و لوامس ذلك النوع من الحريّة التي يسميها " رامبو " بالحريّة الحُرّة ، أقاصيص و قصص تسبح و تدور في أفلاك " درابين " و أزقة محلات بغدادية من صوب رصافتها - قصداً و تحديداً- بحكم واقع و لادته و سكنها ، حيث ظلت هذه الشخوص و الأمكنة و الأجواء تتجوّل في نسيج و تلافيف وعيه و أواصر إستهداءاته الشيّقة و المرنة من دون شوائك و غموض و تعقيد ، وصولاً لأنساق أسلوبه المتفرّد عبر مقادير الإعتماد على مقدار تلك الحريّة التي منحها لنفسه ، حتى في طريقة و حقيقة إهداءاته لأسماء أدباء / نقاد / أصدقاء / و فنانين أحياءً كانوا أم أمواتاً ، معاصرين أو مخضرمين ، كما أجاد يَعمد جمع أكثر من أسم و ربطه بآخر ، بل عدة أسماء تتلامع في سقف إهداء نص قصصي واحد ، دون مسوغاتٍ مبررة ، سوى ما يعتمل بذاكرته ، و نوازع مراميه وجديه مقاصده ، الأمر الذي قد يثير و يحفز من شهية القارئ و تنويع مداركه ، عبر فرض شجونه الشقية ، و إستمالاته العذبة ، الغريبة و المقبولة ، بل المفاجِئة على نحو لافت وتلك نزعة ميزة واعية و مثيرة في عموم تجربته ، منذ أصدر أولى رواياته " القضية الغامضة" /1968 ولم يبلغ بعد 16 سنة من عمره ، ثم روايته الثانية " التعيس الذي رأى نفسه " /1977 رواية "حكاية رجل منسي" /1986 ، تأسّر في حرب العراق مع أيران ، بعد عودته أصدر في العام/2001 مجموعة بعنوان "77 أقصوصة " وفي العام /2002 مجموعة " بائع القصص القصيرة،" فيما أصدر في العام/ 2004 رواية بعنوان " أيام كنا نحتال على الأشياء " ، هي مذكراته حول الأسرى واقفاص الأسر أو اقفاص الموت صدرت عن بيروت طبعتها الثانيه التي ترّشحت لجائزة " البوكر" و تنافست ضمن الحلقة 8 من قائمة الأعمال المتنافسة .
Hasanhameed2000@yahoo.com
|