الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
عيون المدينة وما زالت عجلة الغش والتزوير تدور بعيدا عن مطرقة القضاء
عيون المدينة وما زالت عجلة الغش والتزوير تدور بعيدا عن مطرقة القضاء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عز الدين المانع
النـص :

نشرت قنوات التواصل قبل أيام خبرا مصورا يفيد .. أن فرق التفتيش الخاصة بالرقابة الصحية في محافظة الديوانية عثرت على ( معمل ) يقوم بصنع عبوات بماركات مزورة لنوعين من الحليب المجفف المتميز بجودته , ويتم تعبئتها بأنواع من الحليب الرديئء وذات الصلاحية المنتهية وختمها بتواريخ بعيدة المدى وضخها إلى الأسواق على إنها عبوات أصلية .. وتم ( حجز المواد وإحالة صاحب المعمل للقضاء ) .. وقد عززت الخبر بمجموعة من الصور التي تكشف عن الأجهزة والعبوات الزائفة المقلدة وعملية تعبئتها ةتغليفها بالأكياس والعبوات الأنيقة - المغشوشة - والمختومة بالماركات التجارية الرصينة وضخها إلى الأسواق لتباع بأسعار العبوات الأصلية ..

ولا شك , إن هذه - الجريمة - هي واحدة من عشرات جرائم التزوير والغش المماثلة التي استشرت في العديد من المدن والقصبات في البلاد وفي أطراف العاصمة بغداد أيضا , وتباع على إنها ( السلعة ) الأصلية والرصينة دون أن يحال المتهمون بها إلى القضاء لينالوا العقاب الصارم والقادر على قطع دابرهم ويحمي المستهلكين من شرورهم وفسادهم , وهي واحدة من الجرائم والظواهر السلبية وغير الحضارية التي رافقت الوافدين من بلاد الغربة مع القوات المحتلة , وشملت حتى شهاداتهم الدراسية وسنوات خدماتهم الحقيقية ..

والأخطر من هذا كله , إن إحدى اللجان الرقابية اكتشفت مؤخرا كميات كبيرة من ( أغلفة وعبوات أدوية نادرة وذات مناشئ عالمية رصينة وتواريخ نافذة إلى فترات طويلة ) .. حيث تقوم ( المافيات ) التي عثر بحوزتها على هذه الكميات من الأغلفة , بإعادة تغليف الأدوية التالفة وذات الصلاحيات المنتهية والمناشئ الوهمية بها وإعادة ضخها عبر المذاخر الطبية والصيدليات من جديد لتصريفها على المرضى برغم عدم صلاحيتها , وهي الأخطر والأكثر ضررا على صحة المرضى وسلامتهم , وربما تؤدي بهم إلى الهلاك .. ومن غير المعقول أن تمر جرائم أمثال هؤلاء المزورين دونما عقاب مشدد ..

وهناك ( بؤر ) عديدة لا تزال تقبع في دهاليز عدد من الأحياء الشعبية والعشوائية النائية التي يتعذر على الفرق الرقابية الوصول إليها واجتثاثها , تمارس عمليات تصنيع مواد غذائية مغشوشة وبمواصفات رديئة وغير صالحة للاستهلاك وتغليفها بعبوات مقلدة ومصنعة محليا ومختومة بماركات تجارية رائجة وتواريخ ( صلاحية ) طويلة الأمد , منها معاجين الطماطم والمربيات والمخللات والحلويات وحتى سوائل التنظيف ومعاجين الأسنان والحلاقة والماكياج وسواها , حيث يقوم المتمرسون بعمليات الغش باستخدام مواد وصبغات مقاربة تماما للمواد الأصلية ..

إنها جزء من الظواهر السلبية والخطيرة التي استشرت خلال الانفلات الأمني والرقابي الذي رافق دخول القوات الإجنبية المحتلة إلى البلاد وبقيت مصانة ومحمية بالعناصر الفاسدة التي ما زالت تعشعش في معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية وتستظل تحت خيمة الكتل المتحاصصة .. وإنها بعض إفرازات الأعوام العجاف التي تمخضت عن ( الربيع ) المزعوم.

المشـاهدات 543   تاريخ الإضافـة 06/11/2021   رقم المحتوى 12566
أضف تقييـم