الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
في الصميم ٢٧ الف شهادة جامعية عليا!!
في الصميم ٢٧ الف شهادة جامعية عليا!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

صحيح ان الله سبحانه وتعالى قد أمرنا ان نقرأ بقوله في محكم كتابه العزيز (أقرأ باسم ربك الذي خلق) إلى آخر سورة العلق  وصحيح أيضا ان نبينا الكريم  قد أمرنا أن نطلب العلم ولو كان في الصين  وكذلك قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) إلى بقية الآيات والأحاديث الكريمة التي تحث على طلب العلم والتعلم  ولقد جاء في ماوصلنا من موروث الشعر ما يؤكد على السعي للتعلم والإشارة إلى مكانة أهل العلم والمعرفة في حياة الناس وفي مجتمعهم  بشكل خاص ولذلك نرى المسلمين في  كل العصور التي اعقبت الدعوة المحمدية الشريفة قد جدوا  واجتهدوا في طلب العلم  فكان لهذه الامة علماء  في علوم ذلك الزمان  لازال يشار اليهم بالبنان وفي عراقنا نحن الذين كنا نقرأ ما تكتبه القاهرة وتطبعه بيروت كنا نفتخر بقامات علمية جدت في سعيها  بطلب العلم حتى كانت مثلا يحتذى به فقد شهد النصف الأول من القرن العشرين بروز الكثير من حملة الشهادات العليا الذين  تحملوا عناء الاسفار والغربة والبعد عن الاهل والاصحاب  فكان الدكتور عبد الجبار عبد الله أحد تلامذة انشتاين والدكتور محمد فاضل الجمالي أبرز اختصاصي التربية  والدكتور علي الوردي عالم الاجتماع الكبير والدكتور احمد صلح العلي والدكتور مسارع الراوي وغيرهم  المئات ممن اسهموا في بناء نهضة الوطن في جميع مناحي الحياة ووضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأسس الرصينة  والضوابط  العالمية لنيل الشهادات العليا وحتى التدرج في العناوين العلمية  إلى أن حلت كارثة احتلال العراق في التاسع من نيسان 2003  حيث استشرى الفساد في كل شيء وضرب اهم ركائز النهضة العلمية في العراق من خلال التفنن في تزوير الشهادات الجامعية والتهاون في تطبيق شروط نيلها  ومستلزمات الدراسة والتحضير  فأصبحنا نسمع عن عناوين شهادات عليا في اتفه الموضوعات  والتي لا ترتبط بتطوير العلم والأرتقاء بالمستوى الأكاديمي  بل أنها عناوين  للواجهة الاجتماعية والحصول على مكاسب وامتيازات على حساب سمعة العراق الأكاديمية  لذلك أصبحنا نسمع عن عشرات الالاف من شهادات عليا منحت من جامعات غير معترف بها اوغير رصينة  عبر الإنترنت  آخرها  فضيحة ال 27  الف شهادة عليا منحت في عام دراسي واحد من احدى الجامعات في لبنان  !

نعم 27 الف وليس 27 او 270 شهادة عليا  فلو افترضنا ان العام الدراسي 8  أشهر فإن هذه الجامعة تكون قد منحت في كل شهر 3375 شهادة ولو افترضنا ان ايام الدوام الرسمي في الشهر الواحد ٢٤ يوم دوام بعد طرح العطل الاسبوعية فقط فتكون هذه الجامعة العتيدة قد منحت  ما معدله 140.5 شهادة  يوميا ولو قسمنا هذا العدد من الشهادات على ساعات الدوام اليومي والتي هي في أحسن الحالات ٦ ساعات فتكون هذه الجامعة قد منحت 23.5 شهادة عليا في كل ساعة بل أنها تكون قد منحت في كل 3 دقائق شهادة دكتوراه !! ولا ادري أين هم أصحاب هذه الشهادات العليا (الرصينة) واي المواقع الأكاديمية يشغلون ؟

أليس من حق الأكاديمين العراقيين الذين تعبوا وسهروا وقضوا أياما وشهورا وسنوات في البحث والتحضير لنيل شهاداتهم أليس من حقهم ان يطالبوا بحمايتهم من هجمة الشهادات المزورة والمزورين ؟؟؟

المشـاهدات 467   تاريخ الإضافـة 10/11/2021   رقم المحتوى 12646
أضف تقييـم