السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
مجتمعنا يعشق الاشاعة
مجتمعنا يعشق الاشاعة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب احمد كامل السراي
النـص :

الاشاعة خبر او مجموعة  اخبار زائفة غير حقيقية او تتضمن جزء  قليل  من الحقيقة يتم تداولها بين الناس بشكل سريع فتبدأ همسا سرعان  ماتتحول  الى خبر يومي متداول بين مجموعة من الناس . دائما ماتكون الاشاعة محفزة لاستماع الناس وتثير اهتماماتهم فهي تشتمل على اخبار تكون مهمة للمجتمع وتكون حديث الساعة ، استخدمت الاشاعة كثيرا خلال الحروب والغاية منها هي زرع الضعف في الخصم وخلخلته ، لما يخدم مصلحة الطرف المتبني لها ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الحكيم آيات عديدة تخص الاشاعة ودعا المجتمع الى الحذر من تداولها والتحري عنها قبل الخوض بتداولها لكي لايقع  الانسان بالمحظور حيث قال سبحانه وتعالى (( ياايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وهذه إشارة واضحة للمؤمنين في البحث والتقصي للاخبار المتداولة والابتعاد عن الوقوع في الخطأ تجاه الاخرين فعندها لايمكن ان يكون للندم نفع .انتشرت الاشاعة كثيرا في وقتنا الحالي بسبب تكنلوجيا المعلومات الحديثة وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي وغياب الرقابة تجاه ماينشر عبر صفحات تلك المواقع فتجد عشرات الاخبار الكاذبة متداولة يوميا وهناك من يصدقها او يتبعها ونادرا مانلاحظ  تكذيب لها وارشاد الناس بالابتعاد عنها ، ولا تقتصر الاشاعة على المواقع الالكترونية فحسب بل كثيرا مايتم تداولها في حياتنا اليومية في الشارع او اماكن العمل او في الاسواق وبشتى المجالات وما نلاحظه هو محبة وشغف الناس للاستماع للاشاعة فتكون ملح حديثهم اليومي والاكثر من ذلك هو ابتعاد الناس عن الشخص الذي ينكر الاشاعة ويحاول نصحهم بعدم تصديق الاخبار الكاذبة ولا يستمعون الى المصادر الرسمية والحقيقية او الاشخاص الذين لا ينطقون الا صحيح الكلام .دائما ما تطلق الاشاعة في البلدان غير المستقرة سياسيا او اقتصاديا وكذلك في المجتمعات التي يغلب عليها طابع الجهل وهنا لااقصد الجهل في الكتابة والقراءة بل جهل البحث والتقصي عن الحقيقة فيكتفي المجتمع في ترديد الاخبار المتداولة كطائر الببغاء دون معرفة عواقب مايتكلم به ، ولمن يبحثون عن المصداقية في الاخبار المتداولة هو تناولها من المصادر الرسمية والمعروفة اذا كان ذلك عبر صفحات التواصل الاجتماعي اما اذا كان على الصعيد الميداني هو انتقاء الاخبار من الاشخاص المعروفين بصدق حديثهم وعلمهم في تقصي الاخبار اما اذا كانت الاشاعة تخص حياة الاخرين وخصوصياتهم فيجب الابتعاد عنها وعدم تناولها او البحث عنها لانها مخالفة دينية واجتماعية وتؤدي الى انهيار المجتمعات وقد تكون سببا في تهديم الاسر وتفككها.

المشـاهدات 534   تاريخ الإضافـة 17/11/2021   رقم المحتوى 12766
أضف تقييـم