الخاسرون في الانتخابات كانوا يتهمون الممثلة الأممية في العراق غينين بلاسخارت بانها تروج للسياسات الامريكية في العراق ، وانها تمثل مواقف الولايات المتحدة في تعاملها مع احداث العراق، وقد اقامت فضائياتهم الدنياولم تقعدها حين ركبت بلاسخارت التكتك في إشارة الى تضامنها معالمتظاهرين ، وتلك الفضائيات هي التي اتهمت بلاسخارت بانها صنيعةالولايات المتحدة ، والمتظاهرين ب "الجوكرية" ، هؤلاء هم الان يتحدثون مع نفس ال "بلاسخارت" على انها الحامي والسامع الأول لشكاواهم ، وانها بعدذلك المنقذ الرئيس لهم ، ولا ننسى انها يوم التقت رئيس اركان الحشد عبدالعزيز المحمداوي ،  أبو فدك اطلق عليها المتظاهرون لقب "أم فدك"، فأصبحت يومها متهمة من قبل المتظاهرين بالتواطؤ مع قاتليهم.

لأنها ممثلة اممية فتعتقد بلاسخارت ان من واجبها ان تستمع الى جميع الاطراف، وان عليها ان تتعرف على كل وجهات النظر ، وتجلس مع الجميع ،بيد انها لم تسلم من الانتقاد من قبل جميع الأطراف ، حتى من اياد علاوي وهوعلى وشك مغادرة العملية السياسية ، حيث اتهمها أخيرا بأنها لا تشتغل بوظيفتها و تنتقي مواقفها حسب اجندة خاصة بها.

بلاسخارت تركت وشاحها الذي ترتديه تأدبا مع متدينين سياسيين ، تركته على كرسي العامري وجلست فارعة على كرسي مقابل في مكتبه قبل يومين ، في إشارة الى انها بدأت تتحرر امام الخاسرين بعد ان احسوا انهم بحاجة لها  ،على الأقل انها ستنقل وجهة نظرهم الى الجانب الأمريكي ، كما كانوا يروجون ويتهمون ، واصبحوا من خلال تعاملهم مع بلاسخارت هم أبناء السفارات ،وهم المتخاذلون والجوكرية ، وهم فوق كل ذلك ، الراقصون على اكثر من حبل كي يحافظوا على بقائهم في ملعب العملية السياسية المربحة .

أصبحت بلاسخارت اليوم تمثل طوق النجاة لبعض قيادات تحالف الفتح ، في محاولة الحفاظ على ماء وجههم امام الماسك الذي عوّل عليهم كثيرا في الحصول على مقاعد اكبر عددا لمنافسة مناوئي ايران في عراق ما بعد انتفاضةتشرين،  ولم يخجل الخاسرون في التشبث بالامريكان والتشكي لهم ، عبر بلاسخارت بالطبع ، بل انهم باتوا يجاهرون بمواقفهم في ضرورة إيصال شكواهم للامريكي المتخفي بلباس بلاسخارت ، ولا يعتنون بتصريحاتهم السابقة التي كانت تتهم هذه ال  بلاسخارت" بانها انعكاس حقيقي للسياسات الامريكية في العراق.

وبلاسخارت من جانبها تعتقد أيضا انها تتزعم سياسة التوفيق التي سار عليها العراق منذ ان حصل المتدين السياسي على موافقة شعبية واهمة وامريكية داعمةعلى قيادة المرحلة السياسية ،. هي بلا شك لا تحيد عن المشروع الأمريكي في العراق ، وربما يتذكر بعضنا حديث صدام حسين في يوم من الأيام لبعض الناشطين حين قال : لجنة اممية يعني أمريكية ، في معرض تقييمه لعلاقة العراق مع الولايات المتحدة وانعكاس التأثير الأمريكي السلبي على العراق قبل احتلاله خارج الاطار الاممي.

اليوم ،  هؤلاء الخاسرون لم يتركوا لا صغيرة ولا كبيرة لصدام حسين الامارسوها  وجعلوا منها نظاما ومنهاجا لا يمكن ان يتخلوا عنه.

انها مكاسب السلطة التي تدفعهم لهذا الهوس السياسي الذي أطاح بهم في الانتخابات والذي سيطيح بهم امام انظار كوادرهم حيث ان النفاق السياسي يختلف كثيرا عن المناورة السياسية ، وشتان بين الاثنين ، ولا يعتقد الخاسرون ان داعميهم والمستفيدين منهم لا يعرفون الفرق بين المناورة والنفاق ، ويعرف الخاسرون ان المستفيدين منهم سيتملصون حين تنعكس صورة الخاسرين على  جدار النفاق.