الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
هل الجمعة مباركةٌ عندنا ؟
هل الجمعة مباركةٌ عندنا ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رائد عمر
النـص :

بغضّ النظر عمّا تفيض به السوشيال ميديا اسبوعياً بالمسجات والصور والألوان المحمّلة بعبارة < جمعة مباركة > , وبغضِّ نظرٍ وبصرٍ ايضاً عن المشاعر الطيبة التي يرسلوها اصحاب هذه المسجات , والتي كأنها قسراً ترغم المتلقّي على الرّد عليها ودونما انشراح في الصدر , حيث هذه العملية الإسبوعية غدت تسبب اكواماً من الملل , لكنّه بعيداً – قريباً عن ذلك , فإذ البركة في يوم الجمعة تنزل من السماء , لكنها تكاد تفتقد لتفعيلها في العراق , وبشكلٍ خاص بعد الغزو الأنكلو – امريكي في عام 2003 وما افرزه عبر الحكومات المتعاقبة على الصعيد الإجتماعي وسواه بما هو اشدّ وأحدّ .تبتدئ نقطة البداية هنا بما يتعلّق بيوم الجمعة العراقي , حيثُ منذ جعل ” الويك اند ” او عطلة نهاية الإسبوع لكلا يومي ” الجمعة والسبت ” واضافة ساعة اخرى للدوام الرسمي تعقبه ساعةً ثانية للعودة منذ زمن ” السيطرات ” والتفتيش , فأمست ” الجمعة العراقية ” تحمل في ثنايها وطيّاتها بُعداً سيكولوجياً للكآبة تجتمع وتلتقي به العديد او معظم الشرائح الإجتماعية وبتبايناتٍ مختلفة , فإن يختلف البعض في الرأي حول هذه الكآبة , ويفنّدوها وينفوها نفياً قاطعاً , فنستشهد ببعضِ مشاهدٍ ليست اقلّها أنّ هذه ” الجمعة ” اضحت عطلةً رسميةً لعمّال النظافة ” الزبّالين ” ممّا يجعل المناطق والأحياء السكنية تكتضّ بالأوساخ والنفايات التي تفيض بها الشوارع والطُرقات وفي كلا جابيها الأيمن والأيسر , ولا يخلو الوسط من ذلك . وببعضٍ آخرٍ من هذا البعضِ من هذه المشاهد , فإنَّ الغالبية العظمة من ورشات و ” كراجات ” تصليح السيارات تقفل ابوابها بإحكام , حيث الراحة والإرتياح لأصحابها , وعدم الإرتياح للذين تتعرّض مركباتهم وعجلاتهم للأعطال والتوقّف وما يرتّبه ذلك من قلقٍ وحرج , مع الإلتفات أنّ السنوات الأولى للإحتلال شهدت إدخال اعدادٍ هائلة من السيارات الى البلاد وبما يفوق اعداد السيارات منذ تأسيس الدولة العراقية الى يوم 9 4 2003 , وكانت اعدادٌ هائلة منها من السيارات والمركبات المستعملة ومن مناشيءٍ ودولٍ مختلفة , وهذا أحد اسباب هذه الأشارة .وكإمتدادٍ آخرٍ ” له بعض مبرّراته ” فإنّ اكثر من 90 % من الأسواق والمحال إنجرّتٍ لتغلق ابوابها ايضا , وانتقلت العدوى الى اعداد ما من المطاعم وسيّما ذات الوجبات السريعة والبطيئة , حتى غدت العاصمة ومعظم المحافظات وكأنها في عتمةٍ حالكةٍ تدنو الى شبه حالةٍ من منع التجوّل او التجوال .! جرّاء الجانبين السيكولوجي والسوسيولوجي الذاتي لدى عموم المواطنين .وإذ لازلنا وما برحنا في ” خانة ” البعض فقط من هذه المشاهد الجمعوية .! , فلعلَّ ما يضاعف من المضاعفات الحيويّة لذلك , وسيّما في السنوات الأخيرة من الحكومات الأخيرة اللائي سبقت حكومة الكاظمي , هو قيام تلكم الحكومات بإغلاقِ عددٍ من الجسور بين كلا جانبي ” الكرخ والرصافة ” في محاولاتٍ شبه عابثة للتقليل من حدّة التظاهرات المنتفضة ضدّ تلكُنّ الحكومات , والتي تتوّجت مؤخّراّ بإضطرار الحكومة الحالية لإغلاق كلا جسري ” السنك والجمهورية ” ليوم امس , كتحسّبٍ وقائيٍ بالضد لمحاولات المعترضين – المتظاهرين لنتائج الإنتخابات , لإختراق المنطقة الخضراء والهجوم عليها واقتحامها لقلب نتائج الإنتخابات .!ثُمَّ , < الجمعة العراقية > وخلافاً للدول العربية والإسلامية الأخرى , وخلافا ايضاً ” لسورة الجمعة ” في القرآن الكريم , فإنّ ما يُعكّر اجواء هذه – الجمعة – في الجانب العبادي , فهو تقاطع الأصوات المدوّية لخطباء وأئمّة المساجد المنتشرة , وبما يقود الى التشويش في الإصغاء , والى الذين منشغلين عن الإصغاء وبما يبرّر ذلك ..

المشـاهدات 416   تاريخ الإضافـة 28/11/2021   رقم المحتوى 12869
أضف تقييـم