من يريد حلا سريعا لمشكلته مهما كانت كبيرة او صعبة فلينشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ، نعم هكذا صار واقعنا لن تصل مشاكلنا الى انظار ومسامع المسؤولين الا عبر صفحات (الفيسبوك ) ،وهذا ما نشاهده يوميا اخرها انشاء جسور للتلاميذ بعد يوم واحد من نشر الصور وهم يعانون خطورة الطريق ، فكل مشكلة تنشر في الاعلام سرعان ما تلتقطها القنوات الفضائية فيقع المسؤول في حرج شديد ، وهذا يدفعه لإيجاد حل سريع في سبيل تحسين صورته امام المجتمع ، وهذا لم يكن موجودا قبل سنوات قلائل لان المدونين والمتابعين في (الفيسبوك) قد تضاعف عشرات المرات عما كان عليه قبل خمسة او ستة سنوات ، اصبح (الفيسبوك) يعج بملايين المتابعين وبكافة الاعمار واغلبهم يبحثون عن المشاهد والاخبار التي تحاول ان تطيح بالمسؤولين مهما كانت انتماءاتهم او صفتهم الوظيفية ، وهذا لم يأتي من فراغ بل بسبب الاهمال وعدم الاكتراث التي عانى منها المواطن طيلة السنوات الماضية، مما جعلت مشاكله تتراكم بشكل فضيع، وصار العراق محط انظار الدول والشعوب في قضايا الفساد الاداري والمالي، وضعف الخدمات بالرغم ما يملكه العراق من رصيد اقتصادي هائل يعادل العديد من الدول العربية مجتمعة ، لكن سوء الادارة هي من جعلته يعاني الويلات المتكررة، ( فالفيسبوك )على الرغم من سلبياته لكنه جاء منقذا للشعب العراقي باعتباره منصة اعلامية حرة وشاملة كفيلة بتغيير الواقع، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وفضح الفساد والمفسدين، واصبح كل شيء مكشوف امام المجتمع وهذا لم ينحصر على القضايا السياسية والخدماتية ، بل شمل القضايا الاجتماعية والتي ساهمت كثيرا في وضع الحلول لها، ورفع الظلم والحيف عن الكثير من المظلومين والمحرومين ،ومساعدة القانون في الحد من تسلط الظلم المجتمعي، ولو تكاتفت الغالبية العظمى للشعب في ممارسة الجانب الايجابي (للفيسبوك )وانشاء ودعم الصفحات التي تحاول تغيير واقعنا نحو الافضل طبعا بالتأكيد هذا يتحقق بوجود آذان صاغية من قبل الجهات الرقابية والقضائية ، لتضاءلت الكثير من مآسينا اليومية ،ولمزيد من المعلومات فان جميع المسؤولين في الدولة يتابعون منصات التواصل الاجتماعي ،ويترقبون اخباره بخوف وحذر لان في اي لحظة يمكن ان يمسهم النشر ويكونوا محط انظار الملايين وقد يؤدي الى سقوطهم السريع نحو الهاوية .