النـص : حوى كتاب الباحث الموسوعي و النائب الفائز في إنتخابات تشرين /2021 " فاروق حنّا عتو هبي " على عدة مداخل جاءت مثابة بوابات لفصول بحث مضني و جهود تقصي ، أنضوت تحت مظلة عنوان " عنكاوا ... من قرية إلى مدينة " الصادر أيلول هذا العام عن مطبعة " ئازادي في آربيل " فيما سبقه كتاب آخر بعنوان " محطات في ذاكرة عائلة من عنكاوا " بطبعته الأولى/2020، ومن قبلهما كتاب " عنكاوا في ذاكرة أبنائها " صدر في عام / 2017، وللكتابين صلة وشيجة لامعة في تأريخ هذه المدينة التي أوشكت أن تتحوّل إلى قضاء بكامل ملاكاته بعد زخم التطوّر العمراني و الحضاري الحاصل في معمار و بنية تركيبة الحياة العصرية فيها ، و تنامي روح التآخي و سبل التعاون و التعايش السلمي و الإجتماعي السائد ، بعد أن أن كانت قرية لم تصل إليها الكهرباء و محاولات مدّ شبكة لإيصال المياة النظيفة إلى جميع بيوتاتها إلأ في العام /1961، متجاوزةً فترة الإعتماد على الفوانيس لإنارة أزقتها و شوارعها ، كما يكشف الباحث المُجد و المُجتهد و المخلص في تتبع سيرة بلدته عن وجود أقدم كنائس "حدياب" أو أديابين وهي - بحسب مصادر تأريخية- مملكة قديمة شبه مستقلة في بلاد الرافدين ما بين 15 -116 ميلادي كانت عاصمتها في مدينة " آربائيلو"- أربيل حاليا- ولم تزل تلك الكنائس قائمة ، فيما كانت تتبعها - كما يرد في أحدى سطور هذا الكتاب مدرسة لتعليم أطفالها ، في وقت كان قد تأسست المدرسة الحكوميّة مابين العام /1920-1921، وكان قد تمّ تشييد بناية خاصة على نقفات الكنيسة فوق أرض تابعة لها ، وفي العام /1956 تحوّلت إلى مركز ناحية أربيل ، ثم في العام /1958 تم تشكيل بلدية عنكاوا ، التي كانت نواة للعديد من نواحي التقدّم و التطوّر إلى ما وصلت اليه -اليوم- للحدّ الذي جعل منها مركز إستقطاب و إستقرار للكثير من العوائل من مختلف الجنسيات ، و عنواناً حيّاً لمعنى قيمة التسامح و العيش بأمان و سلام ، لعل محاولات عرض هذا الكتاب المتضمن لعدد مهم من الصور والخرائط و تحديد المواقع الآثرية في قصبة عنكاوا، فضلاً عن الكثير من الملاحظات والتوّضحيات الدالة على مدى دقة التقصي و بلاغة إخلاص و خلاصة البحث و نواحي عمقه في هذا الحيّز المُخصص لمساحة هذا العمود ، تبدو ليست كافية من حيث كون محتوياته القيّمة تشير إلى الكثير من المعلومات و دلائل إثبات و إبراز ملامح و تحديد هوية عنكاوا كما ينبغي و يجب .
Hasanhameed2000@yahoo.com
|