الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
الثالوث يقتل العراقيين؟..
الثالوث يقتل العراقيين؟..
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ا.د جهاد العكيلي
النـص :

تطلعات الناس حق طبيعي في الحياة، وهي تُعد المؤشر الأساس لديمومة وجودهم وطموحاتهم لتحقيق حالة الإزدهار والنمو التي يصبون إليها ..وقصة وحكاية ديمومة الشعوب المُتحضرة يُنظم شؤونها قانون ونظام  عمل، ويدبر شأنها حُكام أمناء يعملون على كسب رضا الشعب، وذلك عن طريق توفير أسس العيش السليم الذي يجعل الشعوب في أن تعيش بأمن وإستقرار، كتوفير رغيف الخبز والعِلم والصحة، ومن خلالها تنهض  الشعوب وتبنى الأوطان بناءً سليما مُعافى .. أما حقيقة الواقع العربي فهي تختلف إختلافا كثيرا عن مثيلاتها في دول عدة، فحالة التراجع بطبيعة الحياة على سبيل المثال عند العراقيين، وفي مجالات شتى دفعتهم في أن يعيشوا تحت وطأة الفقر وإنعدام الخدمات الصحية وإزدياد الأمية بين صفوف صفوفهم، فضلا عن إنحدار المستوى العلمي إلى أدنى مستوي .. إن هذا الثالوث المُتمثل بتدهور الواقع الصحي وتفشي الجهل والجوع، إنما أخذ يُطبق على أنفاس العراقيين بعد عام الإحتلال الأمريكي للعراق  2003، ولم يترك لهم فسحة أمل في الحياة يتطلعون لها على الرغم من أن العراق عاش الحصار الأمريكي (1990 ــ 2003) لكن المؤشرات الحياتية الأخرى كانت غير معدومة بشكل كلي، لكن الأمل عند العراقيين صار مفقودا في وطننا حين تم تغيب الشرائع والقوانين التي تحميه وتضمن للعراقيين أبسط مستلزمات الحياة ومقوماتها، في حين أن هناك دولا أخرى لديها أقل الخيرات والثروات مقارنة بما يمتلكه العراق، لكن شعوب هذه الدول تعيش متنعمة بخيرات بلدانهم على قلتها بسب حنكة وإخلاص حكامها ..أما في العراق فالشواهد والمؤشرات كثيرة تشير إلى أن صعوبات الحياة تضغط بقسوة على الشعب مع إتساع فجوة الفقر والجوع وتدهور الواقع الصحي بين صفوف أصحاب الدخول الواطئة أو بين صفوف الذين ليس لديهم فرصة عمل مع الغلاء المُتصاعد الذي صار يتحكم به سعر صرف الدولار، بمُقابل الفساد المُستشري في مفاصل الدولة العراقية ومنه  التعليم والتربية وإنعدام الخدمات الصحية، والتي أصبحت وسيلة من وسائل تدمير المواطن ليس إلا، فثالوث الموت وحده صار يفتك  بالعراقيين بعد أن عمَّ الجهل وتكاثر الأمراض الفتاكة التي صارت هي الأخرى أحد أهم أسباب الجوع وإستشراء الفقر مع فقدان الأسس السليمة لصحة الإنسان والحفاظ على بقائه .. فهل يُدرك القائمين على السلطة خطورة الوضع القائم في العراق، وهل يدركون ما ستفعله قادم الأيام في حال بَقيَ الحال كما هو عليه الآن .. أم  أنهم سيظلون منشغلون بسياسة الأغلبية والتوافقية، وغيرها من المُسميات التي لا فائدة منها إذا لم تكن خدمة البلد والشعب هي الأعلى والأسمى والأغلى من كل شيئ؟ ..

المشـاهدات 519   تاريخ الإضافـة 05/12/2021   رقم المحتوى 12957
أضف تقييـم