الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
عيون المدينة مهـنـة البحـث بين النفايات عن الرغيف
عيون المدينة مهـنـة البحـث بين النفايات عن الرغيف
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عز الدين المانع
النـص :

معظم محطات تجميع القمامة والساحات والقطع الشاغرة التي حولها المواطنون إلى ( مكبات ) وحاويات مكشوفة لرمي نفاياتهم وأنقاضهم لا سيما في المناطق السكنية التي لا تصل إليها عجلات جمع النفايات بشكل منظم وفي أوقات محددة وثابتة , تحولت إلى ( محارق ) يتصاعد منها الدخان الكثيف والغازات المضرة والروائح الكريهة التي تلوث البيئة وتفتك بصحة الإنسان .. وبين هذه الأجواء الخانقة والمقرفة وفي بعض زوايا هذه البؤر الموبوءة يقيم العديد من الأطفال والأحداث والنسوة للبحث عن المخلفات التي يمكن الإفادة منها كعلب المشروبات الغازية والنحاس والبلاستك وغيرها من قطع الغيار ليعاد تصنيعها من جديد ..

أطفال وأحداث بعمر الزهور لا يجيدون سوى مهنة البحث في هذه الأكوام من النفايات والفضلات المكدسة ليوفروا لهم ولذويهم لقمة العيش برغم ما تشكله من مخاطر جمة على صحتهم وصحة المواطنين الساكنين بمحاذاة هذه المحطات والبؤر العشوائية ..

أجساد ذاوية تكسوها ثياب رثة وبالية وشعر متعفن ومتناثر ووجوه شاحبة تحلق على شكل مجاميع صغيرة بقيادة أكبرهم سنا وأكثرهم ( شطارة ) بانتظار نفايات جديدة وفضلات أخرى .. ويبدو إن بعضهم صار متمرسا في عقد ( الصفقات ) مع سائقي العربات والكابسات التي تصل إلى هذه المواقع وهي محملة بالقمامة لشراء حمولاتهم بأسعار تنسجم مع الأحياء السكنية التي جمعت منها فلكل نفايات حي من الأحياء سعر معين يتناسب مع المستوى المعيشي لساكنيه ..

ويمكن مشاهدة مثل هذه الظواهر والاطلاع على ( الصفقات ) التي يعقدها هؤلاء البؤساء مع سائقي عجلات جمع النفايات في معظم محطات الطمر النظامية والعشوائية وقد أقام بعضهم مساكن من الصفيح والأحجار داخل هذه المحطات وباتوا يعيشون بين هذه النفايات جنبا إلى جنب مع الحيوانات السائبة ورعاة الأغنام من أجل الحصول على المخلفات التي تباع ( لسماسرة وتجار النفايات ) بأكياس توزع فيها حصيلة ذلك اليوم بعضها لعبوات الألمنيوم وأخرى لمخلفات البلاستك وغيرها للقطع النحاسية .. وهكذا ..

وربما كانت الظاهرة قديمة تمتد إلى زمن الحصار الاقتصادي , ولكنها لم تكن مألوفة أو شائعة بشكلها الحالي الذي استشرى بعد دخول القوات المحتلة إلى البلاد وإسقاط النظام , ولا ندري متى تبادر الحكومة باجتثاث هذه المشاهد البائسة ومتى تحصل هذه الشرائح المقيمة في محطات الطمر على حقوقها وحصتها من خيرات البلاد ومن موارد النفط التي راحت تهدر على مشاريع وهمية أو تتسرب إلى جيوب البعض وتحال إلى حساباتهم وأرصدتهم في البنوك الأجنبية ليس إلا .

المشـاهدات 679   تاريخ الإضافـة 08/12/2021   رقم المحتوى 13003
أضف تقييـم