الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق انتبهوا ... الشعب بالمرصاد
في الهواء الطلق انتبهوا ... الشعب بالمرصاد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

بدأ تشكيل القيادات الجديدة المستقبيلة للدول النامية التي يراد لها ان تبقى (نايمة) ، المخططات المرسومة لتفليش التكتلات الطائفية والقومية قائمة ، هذه المخططات هدفها تدمير اقتصادات هذه البلدان ولاسيما منها المعتمدة على الريع الاحادي النفطي بشكل كبير ، لذلك عملت عبر ممثليها على تدمير اي مورد اقتصادي اخر للبلد من صناعة وتجارة وزراعة وغيرها.

وكان القضاء على وسائل الاعلام التقليدية من ضمن هذا المخطط حيث لم تعد  ذات جدوى من حيث قيادة المجتمع وتغيير آرائه وتوجهاته وافكاره ، ومن الملاحظ ان تهميش دور الصحافة الوطنية قد بدأ منذ سنوات طويلة عندما بدأ التضييق على مصادر دخلها من الاعلانات واضطرارها البحث عن مصادر تمويل اخرى ثم جاءت اللحظة الحاسمة من الممولين وصدرت الاوامر بوقف التمويل مما جعل الصحافة في وضع يرثى له.

وعلى الرغم من اني شخصياً من مناصري الصحافة الورقية ونكهتها وفائدتها المعرفية الا ان الاعتراف بالامر الواقع لا محال منه ، فقد غزا الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعية المفترضة العالم كافة فهو ليس موجهاً لدولة او جماعة بعينها بقدر ما هو مهيئ لتحطيم مجتمعات بعينها ، بمعنى ان المحتوى الذي تنشره هذه المواقع هو مخصص لمجتمعات بعينها ولاهداف مخطط لها ومرسومة بعناية لجعل الاسر غير قادرة على السيطرة على اطفالها ، او على الاقل وضعهم امام تحديات عسيرة منها الالكترونيات وما تبثه من سموم عبر الالعاب وكذلك في مقاط الفيديو عبر مختلف المواقع بحيث بات التأثير واضحاً من حيث التأثر بالسلوك والمفردات والى غير ذلك.

ان القيادات القائمة والمتحكمة على هذه المواقع ليس بالضرورة ان تكون تابعة لدولة او كيان بحد ذاته ، وانما هناك منافسة بين الدول الكبرى هدفها الحصول على الهيمنة او على اكبر قدر ممكن من التابعين عالميا بشكل عام واسيوياً بشكل خاص.

ان نقل تجربة الحياة او طبيعتها الغربية الى المجتمعات العربية وغير العربية المجاورة لها من الدول ذات الحكومات الاسلامية هو الهدف الذت يتحقق يوماً بعد يوم عبر ملايين الرسائل التي تضخ عبر اغلب وسائل التواصل ، ولعل غالبية المطلعين يعرفون ذلك ومنهم الحكومات المتوالية على العراق.

بعض الدول العربية ، وغير العربية ، تلقفت التوجهات العالمية من هذه الناحية (الالكترونية) وبدأت فعلاً بتشكيل مراكز دراسات وبحوث فكرية وتعليمية واجتماعية تقنية ، بل ان تصريحات وطموح بعض المسؤولين (في الامارات العربية المتحة) اشارت بوضوح الى سعيهم لالغاء موقع (فيسبوك) وانشاء موقع اماراتي بديلا عنه او على شاكلته ، واكثر من ذلك تذهب البحوث والمساعي الدولية القريبة الى تطبيق تجربة الريبورت او الآلة لتمشية معاملات المواطنين بدلا من الموظفين ! والحديث يطول عن التطورات الحاصلة في العالم وبمحيط المنطقة التي كان العراق يتربع على عرشها.

ان اي حكومة تشكل (اغلبية ام توافقية) اذا لم تنظر في اعادة سيادة البلد فعلياً ، وتستقدم الكفاءات العراقية ، وتقيم نهضة شاملة في جميع مؤسسات الدولة ، مرتكزة على بناء البنى التحتية (ثقافة وصناعة وتجارة وزراعة) وليس على مخططات الخارج ومنفذيها في الداخل ، فهذه مصيرها الفشل الشامل.

ان اغلبكم سرق البلد ونهبه ، وتمتعتم بالاموال الطائلة وتركتم المضحين بأنفسهم وصاروا جسراً لمروكم الى السلطة.

لكن تذكروا حبل المشنقة ، تذكروا عقاب الله عز وجل فكم منكم راح خالي الوفاض قبل ان يتمتع بما تورط به!

 

المشـاهدات 583   تاريخ الإضافـة 13/12/2021   رقم المحتوى 13055
أضف تقييـم