الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
في الهواء الطلق (الفرانكشتاينات) ستنقلب وتدمركم
في الهواء الطلق (الفرانكشتاينات) ستنقلب وتدمركم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

اغتصاب طفلة في الصف الثاني الابتدائي من قبل ساقط ومنحط يعمل شرطياً ، والطفلة بين الحياة والموت.

جريمة بشعة قام بها وحش مجرد من اي انسانية وحيوانية ، انه كائن مسخ لنصف حيوان ونصف بشر يتم الترويج له في الافلام الاجنبية الجديدة!

لست خبيرا او معنياً بالدراسات التي تغوص في بحث مشكلات المجتمع العراقي ولماذا توّلد منه شخصيات متناقضة من شخص لاخر ومن منطقة لاخرى ومن بيئة معيشية وجغرافية واخرى ومن حالة مالية و اجتماعية وغيرها من العوامل التي لها تأثير في تنشأت الاسرة والاشخاص ، فذلك من اختصاص علماء الاجتماع والدارسين المتخصصين من جهة ومن اختصاص المؤسسات الحكومية المعنية برصد مثل هذه الحالات الشاذة والعمل على معرفة اسبابها ومسبباتها والعمل على معالجتها قبل تطورها واستفحالها.

ومن جملة هذه الحالات ـ الشاذة ـ حرق طالبة بمادة (التيزاب) في منزلها ، المنزل الذي يفترض به ان يكون ملاذا آمناً للمواطن في ظل مجتمع اغلبه (تعسكر) لغرض الحصول على مصدر عيشة بسبب عدم قدرة مؤسسات الدولة على فتح ابواب التعيين لغير المتحزبين وممن لا حول لهم ولا قوة من الواقعين بين مطرقة التحزب وسندان البطالة ، فالكثير تعينوا في الشرطة والجيش من دون فحص وتمحيص عن مدى اهليتهم للعمل في مؤسسة يفترض ان تكون مستقلة وحامية للوطن وشعبه داخل اراضيه.

من حرق وجه الفتاة ليس شرطياً ولا يمكن ان نعمم الظواهر السلبية والجرائم والاخطاء المرتكبة من بعض المنتسبين للاجهزة الامنية على الاجهزة كلها ، بل يجوز التركيز على الجوانب الايجابية التي يقوم بها بعض الضباط والمنتسبين ولا سيما في وزارة الداخلية ، لكن المهم هو كيف تسلل العديد من المنتسبين بين صفوف تلك الاجهزة من دون معرفة سيرهم الذاتية وما تتضمنه من معلومات وكذلك السؤال عنهم و معرفة سلوكياتهم وحسن سيرتهم من عدمها وذلك يتم عبر مؤسسات حكومية يفترض انها موجودة ومترابطة لكنها موجودة وغير عاملة وغير مترابطة بدءاً من منظومة المخاتير ووجهاء المناطق وصولا لاعلى درجة من المؤسسات المعنية بضبط الامن الداخلي.

ومن الهام جدا التوقف عند توفر بيع مادة (التيزاب) هكذا وبكل حرية وبساطة؟!زجاجة التيزاب ، واغلب الموجود منها في السوق معبأة (ببطالة الحليب الذي كان يصدره معمل وطني حكومي) وبدلا من عودة الافادة من تلك القناني الزجاجية بالعودة الى ملئها بالحليب ، تم تدمير معمل الحليب ، واتاحة الزجاجات للراغبين بالافادة منها مجاناً لملئها بالتيزاب وطرحها للبيع في الاسواق! والاسواق المعنية للراغبين في الحصول على تلك المادة معروفة وموجودة في جميع المناطق من دون استثناء وسعر القنينة او الزجاجة (المركزة) ألف وخمسمائة دينار عراقي فقط لا غير؟ لا رقيب ولا حسيب ، بذريعة انها تفتح المجاري المغلقة! ويبدو ان لدينا بعض المسؤولين عقولهم مغلقة وبحاجة الى الانفتاح وليس الفتح على مثل هذه التفصيلات التي تبدو بسيطة لكنها سرعان ما ستتعاظم وتنتشر حالها حال الصمت على تخنيث الشباب المراهق وميوعته من باب ، وضخ السموم الثقافية والفكرية التخريبية من باب ثان ، وتلقينه اساليب الادمان والتفنن بصناعتها من باب ثالث ، وتوجيهه الى الميول للعقلة الضدية الجاهزة للاقتتال وتنفيذ ابشع الجرائم داخل المجتمع ، وهو ما تسجله الوقائع يومياً وليس السطو والسرقة والاغتصاب سوى جانب من ردود الفعل الموجه لحرف الشباب العراقي ولا سيما المعتاز مالياً وهم الاغلبية ، وليس اصحاب التكتك ـ ليس جميعهم ـ سوى عينة من ضحايا مخطط هادف لتدمير ثقافة المجتمع وصاحب المخطط يراهن على ان الغد سيكون لمن يتم تدمير عقله وفكره و انعدام معرفته لاصله وانتماءه ، انهم يراهنون على ذلك ومعاولهم بيدهم لتدمير الموجودين من الشباب المثقف الذي بات يجد نفسه ضائعاً او باحثاً عن مصدر عيش له ولاسرته ، كما يعول المراهن على بقاء الصراع السياسي على السلطة بين مجموعات اغلبها لا علاقة لها بالمجتمع بل بالعراق لا من قريب ولا من بعيد.

ما نحتاجه كخطوة اولى رئيسة ايقاف الصناعات الابتكارية الشريرة لنماذج متعددة من الـ (فرانكشتاينات) متعددة التشوه و التي ستنقلب على صانعيها او الصامتين على صناعتها ، او غير المنتبهين لها او غير المبالين لها ، انها اي )الفرانكشتاينات) سوسة تنخر بالمجتمع وهي لا تقل خطورة عن القاعدة وداعش وما الى ذلك من صناعات مماثلة.

 الصانع الرئيس يديرهم من الخارج ، من خارج العراق ، وسيكون المتضرر هو المتسلطين وطلاب السلطة وحب الجاه والمال ومعهم الشعب الذي يتحمل اعباء التسلط الـــ ..... قولوا عنهم ما تقولون.

المشـاهدات 611   تاريخ الإضافـة 27/12/2021   رقم المحتوى 13193
أضف تقييـم