الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
عيون المدينة امتداد رُقعة النَّخيل بَعيداً عن ملوحة التُّربة والمياه
عيون المدينة امتداد رُقعة النَّخيل بَعيداً عن ملوحة التُّربة والمياه
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزّ الدّين المانع
النـص :

أعلنت وزارة الزّراعة تحرُّكها الجاد لزيادة رُقعة النّخيل وإعادة الحياة إلى ما تبقّى من البساتين

والعناية بفسائل النّوعيات المُتميّزة من التُّمور الّتي اشتهر بها العراق مُنذُ زمنٍ بعيد

وأمام هذا التحرُّك الواعي للنُّهوض بهذه الشّجرة المُباركة ولدت ( هيأة مُستقلّة للنّخيل ) تعني بتكثير الفسائل الجيّدة والنّادرة والتوسُّع بالمساحات الزراعيّة المُستثمرة بعيداً عن ملوحة المياه والتُّربة وإعادة الحياة إلى تلك الأصناف المُتميّزة الّتي اشتهر بها العراق مُنذُ قُرون والعمل على تكثيرها في مشاتل خاصّة وبيعها للمُزارعين بأسعار مدعومة

وشملت الخُطّة التمدُّد وفق خُطّةٍ رصينة في المناطق الشماليّة

وحقّقت فِعلاً نجاحاً يُبشّر بالنُّهوض بهذه الثمرة المُباركة

واستعانت بالجانب الفرنسي لإعادة تأهيل الطّائرات الزراعيّة لتقوم برشّ المُبيدات لمُكافحة الآفات الّتي قد تُصيب هذه الأشجار واستنفرت بعد سُباتٍ طويل لتصدير التُّمور

في وقتٍ ما زال فيه بعض أصحاب البساتين القديمة في بغداد والمُحافظات الوسطى والجنوبيّة

والّتي تقع ضمن المناطق السكنيّة يقومون بعمليات تجريفها وبشكلٍ موجعٍ ومؤسِف لتحويلها إلى أراضٍ سكنيّة وبرغم الدّعوات لوقف هذه الكارثة الّتي يُمارسُها عددٌ من المُتنفّذين في السُّلطة والمنظومة السياسيّة - وهي مُخالفة للقانون - فإنّ حملات التّجريف ما زالت قائِمة

وكان العراق طوال أكثر من ثلاثة عُقود يُعاني من تراجُع أعداد النّخيل بعد أن كان مَوطِناً لهذه الشجرة المُباركة مُنذُ آلآف السنين

وتُشيرُ الإحصائيّات إلى أنَّ عدد النَّخيل كان بحدود ( 32 - 35 ) مليون شجرة

إلّا أنَّهُ تراجع بسُرعة بسبب الحُروب الّتي عانى منها خلال العُقود الماضيّة

حتّى أصبحَ عددُها لا يتجاوز التسعة ملايين فقط !

والمُزارعون في المُحافظات الجُنوبيّة ولا سيما في البصرة يؤكّدون بأنّ ارتفاع نسبة المُلوحة في المياه أدّت هي الأُخرى إلى هلاك المزيد من البساتين إضافة إلى غياب المُكافحة للآفات الزراعيّة الّتي كانت تُمارسُها الفِرق الجوّالة أو عن طريق رشّ المُبيدات بالطائرات الخاصّة

وعلى كُلّ حال فإنّ توجُّه وزارة الزراعة مؤخّراً نحو المناطق الشماليّة

ودعم المشاريع الإستثماريّة الّتي تهتم بزراعة الأصناف الجيّدة

ودعم المُستثمرين المحليّين والأجانب خطوة إيجابية بلا شك

وعُموماً فإنّ هذا النّشاط الوزاري الأخير لا يُمكن أن ينجح ما لم تتوفّر لهُ الحُصص المائيّة الكافية وعمليات المُكافحة  الأرضية والجوية

ومُعالجة المُلوحة الّتي أصابت المياه في الجنوب

وإنَّ جُهود الوزارة قد تذهب أدراج الرياح وهذا ما لا نتمنّاه

المشـاهدات 523   تاريخ الإضافـة 27/12/2021   رقم المحتوى 13194
أضف تقييـم