عيون المدينة بين صراع المتخمين .. والمستقبل المجهول .. ---------------------------------- يرزح المواطنون هذه الأيام فوق صفيح ساخن nbsp ويفترش أبناؤهم العاطلون أرصفة الشوارع بحثا عن فرصة عمل , ومعظمهم من حملة الشهادات والخبرة والمهارة وتصاعدت نسبة الفقراء الذين يفترشون العشوائيات ومحطات القمامة بحثا عن ثمالات موائد المتخمين وفتات الطعام ليسدوا رمق أطفالهم وراحت الخدمات الأساسية بكل تفاصيلها تتدحرج نحو الحضيض دون أن يكترث المتحاصصون والمفسدون بمصيرها المجهول ومياه الرافدين تكاد تجف , ولم ينتفض منهم حازم أو مجاهد ليعيدها إلى مجاريها التي أنعم الله بها على هذه البلاد وامتدت يد العبث لتطفئ وهج المعاهد والجامعات التربوية والعلمية وتحولها إلى كتاتيب أيام زمان وعادت تقاليد وأدوات بداية القرن العشرين لتأخذ مواقعها في الصدارة بعد أن تبخرت سمات التحضر والتقدم , وانتعشت مخالب الطامعين لتنهش خيرات البلاد وتستنزف مواردها , وتقضم حلمات أثدائها , وتسيء إلى حرماتها , وتسلب معالمها التاريخية والآثارية والتراثية وحتى الفنية المعاصرة , وتزحف إلى داخل أشيائها بهويات زائفة وأقنعة متهرئة والمتصارعون ما زالوا يمارسون لعبة الرهان في حلبة الصراع على السلطة والحصول على المزيد من المكاسب دون أن يعيروا أي اهتمام لمعالجة ما يمكن معالجته , وانتشال ما يمكن انتشاله , ويعيدوا كرامة الإنسان العراقي التي راح يدنسها الرعاع والجهلة من المتسيسين وحملة الجنسيات الأجنبية لقد انشغل المتخمون وسماسرة الأزمات بالصراع من أجل الحفاظ على مواقعهم وحصونهم التي كانوا ينعمون فيها قبل مسرحية الانتخابات الأخيرة , تاركين الحبل على الغارب , في وقت هم أمس ما فيه إلى تجاوز الخلافات والقناعة بالأمر الواقع وحصادهم اللا مشروع , ليمارسوا دورهم الريادي في إعادة ترميم هذا الوطن , وبناء ما دمرته العقود الماضية على أسس رصينة , ويمنحوا الأصابع التي تلونت بالزرقة من أجلهم , وأوصلتهم إلى مرافئ الحكم , بعض ما وعدوا به , وتعهدوا لهم بتحقيقه ؟؟ هذا بعض ما نتمناه ونرجوه على أية حال ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 561 تاريخ الإضافـة : 22/01/2022 آخـر تحديـث : 24/03/2024 - 03:50 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=13352 رقم المحتوى : 13352 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com