الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
حرفة النجار ومهارة السياسي
حرفة النجار ومهارة السياسي
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

ربط غريب ولطيف أوجزته لي سيدة عراقية مغتربة وهي تقارن الصلة بين السياسة والنجارة خاصة لدينا هنا في العراق شارحة بايجاز اوجه الشبه والاليات والادوات المستخدمة في كل منهما ، مطالبة ان يكون السياسي نجاراً ماهراً يتقن عمله باحترافية عالية.

وجهة النظر هذه تبدو معقولة لاسيما وانا استمع للسرد الوافي عن مواطن التقارب المبسط للمتحدثة وهي تسوق قناعاتها بدءاً من ادوات النجار من مطرقة ومسامير ومنشار وقاشطة وورق تنعيم الى صبغ وتلميع ، مروراً بالخبرة والحرفة الممزوجة بالابداع وحسن الصنعة ، لتعكس ذلك على دور السياسي الذي يستخدم كل ما تقدم بما يوازيه من ملكة وموهبة ، فهو قد يستخدم المنشار لشق الصفوف وتمزيق الكتل ويكون للمسامير والمطرقة حضور كبير في مهامه حين يحتاج ربط كتلة باخرى او قطعة بثانية كما يفعل النجارون ، وقد يلجأ لقشط الاعوجاج بالقاشطة او ما يسمى (الرندة) او تنعيم الخشونة وتصليح منجزه وطلائه بالدهان او تلميعه بالوارنيش ، ولكن كل ذلك لن يتم ان لم يمتلك قدرة وكفاءة ومهارة تساعده في الانجاز.

السياسي الذي يجيد ما يتقنه النجار مجازاً بالضرورة قادر على اجادة دوره ومهمته فهل لدينا سياسيون بذات مواصفات النجارين المحترفين الذين يطبقون المثل القائل (ينجرها نجارة) ام انهم من جماعة (باب النجار مخلوع) وهو الاقرب للواقع فالمراقب لاداء السياسيين لدينا سيصاب بالذهول ويدرك انهم قد يجيدون كل شيء الا السياسة، التي توصف انها فن الممكن ، او القدرة على الاستثمار في الادوات المتاحة ، فالسياسة لا تقبل من يتصلب بموقفه الى درجة اليباس فيكسر ولا باللين الذي يسهل عملية عصره.

لفتة المقارنة تجعلنا نستذكر الكثير من المواقف في الاداء السياسي خاصة في الازمات والضعف والارتباط وسوء التقدير الذي يرافقها لتنعكس بشكل سلبي وواضح على مفاصل العملية السياسية وهو ما تسبب بموتها سريرياً وحصول هذا الانسداد الكبير الذي تعجز امامه القوى التقليدية من تجاوزه ، ولعلنا وعودة للسيدة العراقية المغتربة ومقاربتها الجميلة نعلن اننا بحاجة الى نجارين ماهرين وهو ما يوازي سياسيين محترفين قادرين على لعب دورهم بحرفة عالية.

المشـاهدات 447   تاريخ الإضافـة 22/01/2022   رقم المحتوى 13365
أضف تقييـم