النـص : لعلي أجد في إعادة نشر هذا العمود ، الذي سبق نشره يوم الخامس من تموز العام الماضي، مواسأة من بعض وفاء لهذا الصديق النبيل ، العراقي الأصيل .
------------- نص العمود السابق ----------
ساعة نشر هذا العمود سيكون " د. مجيد السامرائي " قد لّملم أطراف الجزء الأول من حديثه في برنامجه الذائع الصيت و الشهرة من على قناة الشرقيّة مع الخبير القانوني و المُبارز الأول في سوح الشرح والنقد و التصدّي لكل شاردة و واردة في مواد و فقرات الدستور العراقي ، " الأفوكادو طارق حرب " كما أعتدّت ممازحته ، كلما ألتقينا أو تجالسنا و كانت تحلو له هذه التسمية المُرادفة بالانكليزية ، كذلك الفرنسية - إيضاً – لكلمة " محامي " ، إذ كان لا ينفك أن يفرح بعذوبة مرح طفل لا يكاد يهدأ من ضجيج مشاكسة أو لعب حتى يزيد من حماسة وحيوية و إنتباه لكل من حوله ، ليس بمجاملٍ " أبا زياد " ، و ليس بشخصية منعزلة ٍ، كما و ليس بخيلاً على الإطلاق ، نادراً ما يتكلم بهدوء أو ينبس همس ، و قلّما تظفره هادئاً ، متأملاً صاغياً صاغراً لما يدور في أي مجلس من حوله ، و متى ما يطلق العنان للسانه الفصيح ، سوف تعرف إنه كان الإصغاء بعينه ، طليق كلام بارع و نافع ، فقيه لغة ، عذب الذوق ، حسن إختيار مفرداته مُحصّن بخزائن لفظ و حفظ زاخرات بآيات من الذكر الحكيم ، سبائك من عيون الشعر العربي ، مناهل من أقوال و أمثال ، حِكم و مواعظ ، تدعمها و تديمها زواهي ذاكرة خصبة تضاهي أصلد المعادن صلابة و تماسكاً ، باحر ، مبحر بالتأريخ و أصل التراث و مهابة الموروث ، له فيوضات من كتب و دراسات و مقالات و مآثر حضور مجالس و ملتقيات " طارق قاسم حرب " منحى حرب ضروس سواء أن باغتك باسماً أو أغتاضك قاصداً بوجه عبوس ، لا يتعدّى أن تذوب ملامح ذلك الوجه – القناع المؤقت بظرف ثوانٍ ليعود - بعدها- ماسكاً بيده و قلبه و نصوع ضميره " صولجان " الوصايا ،و مناسك شرح القضايا لمن يستجير به و يقصده طمعاً بإستشارة و غرف معلومات ، في أي وقت و أي مكان تراه فيه يفيض لوعة و حماسة و ينضح " غيرة وطنية " نتهيبها جارحة - أحيانا – بيد إنه بارع في لوازم الشرح و مباهر التصريح و مآثر الدفاع عن الحقيقة التي هي الضحية الأولى في نزاع أو صراع ، حتى لنراه يدنو طائعاً للمفهوم " الباسكالي " من حيث عكس الحقيقة التي يؤمن بها ، و هو حقيقة آخرى قد لا ندركها ، و هو بذات الوقت و المقتضى و الحال ينتمي للمفهوم " الفوليتري " القاض بالدفاع عن حقيقة الآخر حتى و أن كان مختلف معه إختلافاً كليّاً ، هذا بعض من مكامن ما أكُن لهذه الشخصية الخصبة بعموم و هموم ما تحمل و ترفد و تضيىء ، ولعلي أشكر " الشرقيّة " و جهود صديقي " د. مجيد " لمنحي فرصة الحديث عن " الحرب طارق " حرب الحقائق و الطرق على رؤوس المفاسد التي أبتلت بها بلاد سن أولى القوانين ، بداية زحف الحرف ، و جريان العجلة ، بل و كل ما سّطر الأولون من بناة حضارة عالم - اليوم .
Hasanhameed2000@yahoo.com
|