الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
لعبة المحترفين الكرد مع الهواة !؟
لعبة المحترفين الكرد مع الهواة !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

لابد من الاعتراف أن واقعا ً جديدا ً تأسس في كردستان العراق بعد التسعينات من القرن الماضي ، بعد ان غزا العراق الكويت وحصل ما حصل من تدخل وحرب شنتها ثلاثون دولة عليه واخرجته منها وفرضت خطوط العرض 32 و36 ،وباقي الامور معروفه في مسراها ومجراها حصيلتها تراجع قدرة السلطة المركزية في بغداد وتطويق حركة الدولة و رهن اقتصادها للامريكي وباشرافه عبر بنك فرنسي في امريكا تودع فيه اموال العراق ويصرف له من نفقات بفاتورة معززة بوثائق، ومن هنا بدأت الطامة الكبرى لبلد كان مستقل واصبح مكبل بقرارات دولية انتزعت عضلاته واوقفت ارادته ( وربط على المغذي ) كما يتخيل المثل الشعبي العراقي حينها ،

وهذه حقيقة دامية لابد من ادراكها ، فلم يفلت النظام السياسي حتى تقويضه العام 2003 في هجوم أخر بعد هجوم 1991 ، ليعش الاكراد عصرهم الذهبي وتعلن عملية سياسية هم اسيادها ومحترفوها بداً من كتابة الدستور والثلث المعطل والمحافطات الثلاث التي تشكل اقليم اربيل والسليمانية ودهوك الى توزيع مناصب القرار على السلطات الثلاث ، ولم تجرء بعدهم أية ثلاث محافظات في الوسط و الجنوب من اعلان اقليم وظلت ( تحت الحكه) كما يقول المثل العراقي ،

 لكن الكرد حلقوا بعيداً عن مركزية الدولة ونالوا ‎%‎21 من ميزانية البلاد مع رواتب البيشمركة التي هي جيش الدفاع الكردي عن الاقليم ، ولاسلطة للحكومة المركزية او قدرة في تحريك جندي واحد فيها ،

تمكن الكرد من ان يكونوا اللاعبين الاقوى في القرار وامتلاك حقين على الاقليم وكل ادارته السياسية والامنية والاقتصادية ، مع الشراكة مع المركز بكل شي حتى في قصور بغداد التي تتوسط الخضراء ، بل في رئاستي الجمهورية ونيابة البرلمان وكل السلطات التي منحت تسمية انيقة بالاتحادية ، وظل غيرهم يتفرجون ويفركون اياديهم لانهم الثلث المعطل لدستور هم من ساهم جديا ومصيريا بكتابته بشطارة وحنكة سياسية لايملكها الاخرون شركاء اليوم خصوم الغد كما يحدث الان، بل  تركوهم وهم رفاق المؤتمرات الثلاث ايام المعارضة ، ليذهبوا مع خصوم التنسيقية بعد ان رتبوا البيت الكردي بدقة وخبرة دولية وحين تاتي ساعة الاستفتاء الجديد والاستقلال وحق تقرير المصير فهم مهيئون اليه كليا ًبحنكة ودراية وسبق اصرار ،

وهنا اتذكر حديثي في (البيت الابيض ) في اربيل وهو مقر حكومي للاتحاد الوطني المنافس ، مع الرئيس الراحل جلال طالباني عن جدية النزوع للاستقلال قال لي ( انكم العرب تحلمون منذ عقود طويلة بالوحدة والاستقلال لماذا تستكثرون علينا ان نحلم ككرد مثلكم ) ودعته حينها بعد حوار طويل معه وكنت اراجع كل كلمة قالها ، وراجعت بذاكرتي وجوه المنطقة الخضراء التي تحلم بشي أخر تماماً. لاني ادرك ان احلام الزعماء في الليل تحد صداها لدى جيوش السياسة والحرب في النهار،

و لان الحلم الكردي يسير بمتوالية هندسية بسرعة نحو امتلاك اقتصاد قوي وعلاقات حسن جوار مع الدول المحيطة باقليمهم وهم اسسوا لصداقات  داخلية و دولية حقيقية بمفاوضين وسفارات تملك شرعية التفاوض وبوزراء كرد اكفاء ومدربين ، والاهم قيادة كردية محنكة تجيد اللعب على اقصاء من تشاء في بغداد من اي مكون ( شريك ) يشترك معها بلعبة الديمقراطية و حقوق المكونات ، وهي تدرك ان ذلك الشريك قاصر سياسيا ًلا يعرف لعبة كبرى اسمها ( فن ادراك التعامل مع المتغير الدولي)في علم السياسة ، حين ساهموا بابعاد كل الكفاءات الوطنية المدربة وهم المحترفون الذين يلعبون مع هواة !؟

المشـاهدات 522   تاريخ الإضافـة 22/02/2022   رقم المحتوى 13675
أضف تقييـم