السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 36.95 مئويـة
نفط العراق أمام تهديد وجودي سومو ترفض خيارات تجنب الخسارة الكبيرة
نفط العراق أمام تهديد وجودي سومو ترفض خيارات تجنب الخسارة الكبيرة
العالمية
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بغداد ـ الدستور

بالرغم من الطلب المرتفع على النفط الخام عالميًا وارتفاع أسعاره لمستويات جنونية، إلّا أنّ النفط العراقي قد يعيش تهديدًا وجوديًا، يتمثّل بفقدانه أهم أسواقه التي تستهلك 75٪ من صادراته النفطية.يستحوذ النفط العراقي على صدارة قائمة الموردين للنفط الخام إلى الهند فضلًا عن المركز الثالث كأكبر المصدرين إلى الصين بعد كل من السعودية وروسيا، فبينما يصدر العراق يوميًا قرابة 3.3 مليون برميل يوميًا، فإنّ 1.3 مليون برميل تذهب إلى الهند، وأكثر من مليون برميل تذهب إلى الصين، أي أن نحو 2.5 مليون برميل يوميًا من صادرات العراق النفطية تذهب إلى الصين والهند وهو ما يشكل نحو 75٪ من صادرات العراق النفطية.ومع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا واتخاذ دول العالم الغربي متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حزمة عقوبات وحظر استيراد النفط الروسي، بدأت الشركات العالمية بالفعل بتجنب شراء النفط الروسي، الأمر الذي دفع روسيا إلى تقديم العروض التنافسية التي استفادت منها بالفعل كل من الصين والهند.وبينما تصدّر روسيا 7 ملايين برميل يوميًا وهو ما يمثّل ضعف صادرات العراق، تطرح تساؤلات عمّا إذا كان النفط العراقي يعيش تهديدًا وجوديًا باستحواذ روسيا على حصة العراق في السوقين الهندي والصيني بفعل الخصومات السعرية التي تتجاوز 20 دولارًا للبرميل الواحد.وسيكون العراق أمام خيارين فقط للمحافظة على صادراته أمام هذه المعطيات الجديدة، الأول هو أن يقوم العراق بـ"تبادل الأسواق" مع روسيا، أي أن يقوم بالاستحواذ على حصة روسيا في السوقين الأمريكي والأوروبي، حيث تصدر روسيا إلى أوروبا وأمريكا قرابة الـ2.6 مليون برميل يوميًا، إلا أنّ خبراء يستبعدون إمكانية قدرة العراق على التصدير بكميات كبيرة كهذه إلى أوروبا بفعل اعتماده على المنفذ البحري في تصدير النفط جنوبًا وشرقًا، أما عبر ميناء جيهان ومن ثم إلى أوروبا، فلا تبلغ قدرة العراق التصديرية سوى 75 ألف برميل يوميًا فقط.أما الخيار الآخر، فيتمثل بقيام العراق بتخفيض أسعار خامه إلى آسيا في صيغة تنافسية مع النفط الروسي وتقديم خصومات كبيرة تمكّنه من الحفاظ على حصته التصديرية في السوقين الهندي والصيني.ويعتبر الخبير النفطي نبيل المرسومي أن الخصومات التي تقدمها روسيا تعد تحديًا كبيرًا للنفط العراقي لأنّ خام الأورال الروسي يتميز بأنه عالي الكبريت ويتلائم مع المصافي الهندية.ويعتقد المرسومي أنّ "العراق سيواجه مشكلة بفقدان جزء من حصته التسويقية في الصين والهند"، وبينما رجح المرسومي أن "يجاري العراق روسيا بإعطاء خصومات على خام البصرة المتوسط والثقيل".إلا أنّ المرسومي يستدرك بأنه "حتى في ظل الخصومات لا أعتقد أن يتمكن العراق من مجاراة هذه المنافسة، لأن روسيا أعطت امتيازًا آخر بأن يكون الدفع بالروبية الهندية واليوان الصيني مقابل النفط الروسي".ويشدّد المرسومي على أنّ هذه المعطيات تعطي تصورًا واضحًا على أنه "لا يجوز لبلد أن يقوم بتصدير كل نفطه من خلال منفذ واحد والمتمثل بالموانئ الجنوبية، ولا يجب أن يعتمد على دولتين في تسويق نفطه، ومن هنا تتضح أهمية تنويع منافذ التصدير مثل خط جيهان التركي وأنبوب البصرة - الأردن الذي يواجه معارضة غير منطقية ولا علمية، حيث أن الأنبوب سيتيح أسواقًا أخرى للنفط العراق في مصر وأوروبا وأفريقيا".وبالرغم من الخيارين اللذين يتحدث الخبراء عن ضرورة اتباعهما لتجنب خسارة السوقين الرئيسيين، إلا أنّ شركة تسويق النفط العراقية "سومو" تستبعد اللجوء لأي من الخيارين.

المشـاهدات 712   تاريخ الإضافـة 20/03/2022   رقم المحتوى 13870
أضف تقييـم