الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
وراء القصد الانتخابات ..خيبة وطن
وراء القصد الانتخابات ..خيبة وطن
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

يجب في انتخابات أي بلاد ان تكون خيمة للوطن ، تجمع الفائزين مع بعضهم البعض لتشكيل فريق ينقذ الوطن ، وتسهم في تحديد فريق اخر يراقب الذين يسعون للتصدي لمسؤوليات خدمة المواطنين ويشخصون الخلل لأجل تقويم العمل وليس لأجل تهديم ما يتم تقديمه لابناء الوطن.

لكن تجارب الانتخابات في العراق تأتينا دائما بخيبة وطن يعاني من طبقة سياسية لم تبلغ الرشد لحد الان ، تستعين بشخصيات وأحزاب من خارج البلاد كي تستقوي على ابن البلاد ، وتستعطف حكومات أخرى وتنحني لها كي تحصل في الحكومة التنفيذية على مقعد وزاري تسرق منه ، تلك ليست هي خيبات الوطن ما بعد اغلاق صناديق الاقتراع فقط ، بل ان اكبر الخيبات هو الضحك على أصابع الناخبين وما يسمى بالديمقراطية والعملية السياسية ، حيث لم نعرف فائزاً سابقاً في انتخابات عراقية سابقة تم تكليفه بتشكيل الحكومة ، وتلك من اكبر الخيبات ، لتاتي الخيبة القصوى بسحق كل الاستحقاقات الديمقراطية ليحتكم الفائزون والخاسرون معاً لصوت غير عراقي ولحكومة غير عراقية لترشيح الشخصيات التي تقود البلاد.

فمن قال بأن العراقيين لوحدهم هم من يختارون رئيس جمهوريتهم فهو واهم ، ومن قال بأن الأحزاب العراقية السياسية لوحدها هي من تختار رئيس الوزراء فهو غبي ، ومن قال بأن احداً يهتم بنتائج الانتخابات وفق النظام الديمقراطي فهو مجنون.

الانتخابات العراقية تؤثر على قوت المواطن ، وتعطل استحقاقات الموظف ، وتدفع حكومة تصريف الاعمال لمخالفة الدستور ، وترفع من شأن الخاسر ليتحكم بمصير الفائز بالانتخابات ، وتحيل المواطن الذي صدق برامج المرشحين الى ذكرى تتجدد قبل الانتخابات القادمة بأشهر قليلة ، وترسم مستقبلاً عراقيا اسود ومصيراً مجهولا للعراق فيما اذا تشكلت حكومة من بين الفائزين والخاسرين على حد سواء ، ليتقاسموا ثروات البلاد والعباد ويغترفوا من بئر الوزارات ما استطاعوا خلال سنين التسلط ، ويتعلموا السفر لبلدان لم تطأها اقدامهم من قبل ، ويتعرفوا على محلات الملابس النسائية فيها ، يشترون حجابات لزوجاتهم ، وملابس داخلية لخليلاتهم ،  الانتخابات العراقية تجر على العراقيين خيبات تتراكم كالرمال الزاحفة في طريق الصحراء ، تتحور فيها الأحزاب كما يتحور فيروس كورونا ، ويتحول فيها السياسيون من حزب الى اخر كما يتحول لاعبون برازيليون يبحثون عن السعر الأعلى بين اندية كرة القدم ، وتتطور فيها اشكال النساء كما هي وجوه البغايا في اول ظهور لهن قبل ان يتعرفن على أحضان من يكيلون عليهن بالاموال ويجعلون من احضانهم وطنا في الليل ، وتتغير فيها طريقة حديث الفائزين من الحماسة الى استرخاء قاتل تدفع سامعه نحو النوم.

الانتخابات في العراق خيبة للوطن وليست خيمة لابنائه ، وليس لها علاقة مع الديمقراطية الا ما يشتهر من تمثيل سيء لممثلين لا يستحقون المتابعة في مسرح بال فقد الممثلون فيه علاقتهم مع الزمن.

خيبة وطن يطل على نهايات الأشياء ، وتنحني قامته بين البلدان ، وتختفي أمواله بين خزائن العواصم.

الانتخابات في العراق زادت من حجم المزابل في البلاد ، وتحتاج المدن الى إشارات مرور جديدة تستوعب عدد المتسولين ، وتحتاج مراكز الدراسات الى توثيق ارقام جديدة والفضائيات الى نشر فضائح لم تخطر ببال المتابعين ، ولكنها انتخابات الديمقراطية التي يدعو اليها من لا يؤمن بها ، ويضحك على ذقوننا جميعاً ونحن سعداء لأننا ما زلنا نحب الوطن ، وبعضنا يتهيأ لانتفاضة جديدة سرقها الاولون ، لعلهم يحصلون على وطن.

المشـاهدات 565   تاريخ الإضافـة 21/03/2022   رقم المحتوى 13886
أضف تقييـم