كما هو متوقع انفرط نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وللمرة الثانية بعد اصرار نواب الاطار وحلفائه على مقاطعتها لعدم تلبية شرطهم بدخول القوى الشيعية بكتلة موحدة تمثل الكتلة الاكبر لضمان حقوق المكون وهي دعوة الاطار.

وبالاخفاق الثاني في عقد الجلسة تأكد الان وبعد فرز الخنادق ان الاطار يمتلك الثلث المعطل الذي سيفرض به  اشتراطاته للعودة الى التوافقية في بناء العملية السياسية على امل تطويع ارادة التحالف الثلاثي (انقاذ وطن) للقبول بالآلية السابقة  لكن ومع فض الجلسة الاعتيادية لمجلس النواب نشر السيد مقتدى الصدر تغريدة نارية حاسمة وقاطعة رافضاً بها ضغوط الاطار وواعداً الشعب العراقي بعدم العودة الى التوافقية التي كانت سبب مأساته ، مثلما فضل الابقاء على الانسداد السياسي بدلاً من العودة لانتاج التوافقية مرة اخرى ، وقد فهم من التغريدة ان السيد الصدر ليس في نيته حل البرلمان بقدر امكانية استمرار الوضع الحالي للحكومة مع اجراء تعديلات وتغييرات لتسيير الامور.

الدلائل والمعطيات تشير الى ان الوضع السياسي ذاهب الى الكثير من الانغلاق وان الازمة الحالية تشير الى انها ستكبر يوماً بعد يوم مع التعنت الواضح لكلا الطرفين وهو ما يدفع الى تطورات خطيرة تتجاوز السلوك السياسي السلمي ، مع ان اصرار السيد الصدر قد يمهد الطريق امامه للذهاب للمعارضة بعد انفضاض التحالف الثلاثي وتغيير بوصلة التحالفات ليكون الاطار مركز الجذب  كل هذا ولا يمكن تجاهل احتمالات الانفراجات المفاجئة التي قد تلعب بها التأثيرات الداخلية والخارجية والوساطات دوراً كبيراً في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر.

كل ما يقال او يتم تداوله من سيناريوهات وحلول مقترحة وتكهنات قد تصل بها الفنطازيا الى مديات بعيدة جداً وغير واقعية ، لكنها لا يمكن ان تخفي السبب الحقيقي خلف حالة الانسداد التي تعاني منها العملية السياسية والمتمثلة بأن القوى الفاعلة فيها غير مؤهلة لحكم دولة مثل العراق لانها تشتغل بعقلية القبلية وليست بأسس الدولة ولهذا لا تتعامل مع الواقع على انه فرصة للانتقال الى مرحلة افضل.