النـص : خصنّي الممثل المبدع و الكائن الجميل و الباذخ في صدقيّة إخلاصه و دأبه في كل ما يُناط به من واجبات أعمال و ثقة ما يُجسّد من أدوار " محمد هاشم " ، بأن أكتب له كلمة بمناسبة يوم المسرح العالمي ، على أمل أن يقوم بإلقائها على مسامع النخبة من مختصين و قدسين و مُحبيّن لرفعة هذا الفنّ بخالص النوايا و شغف التطلعات ،بالإحتفال الرسمي لدائرة السينما و المسرح ، تلك الدائرة العتيدة التي أتشبّع بها حُبّا و إنتماءً ، بعد أن ودّعتُها في الثاني من أب /2015 عند تخوم آخر يوم من مِلاك وظيفتي فيها مديراً للعلاقات و الإعلام، و ها أنا أنشر نص ما كتبتُ ، تلبيّة لما طلب و أمرُّ " أبا هاشم " و توثيقاً تأكيداً لنفاسة هذه المناسبة ، من هنا قلت ؛ " نعمتان في الحياة ... حُبّ الفنّ ... وفنّ الحياة...طاب يومكم الأغر هذا ...أعزتي الحضور... من الضيوف و سَما بمن كان رمزاً من رموز المسرح ، يُسهم و يُحلم ويّشيّد من زقورات وعي و مآثر إبداع ، مرهونةً بأرث منجزات تسامت بسطوع غاياتٍ و نبل مقاصد تطلعاتكم الراسخة و الباسلة و النبيلة ، قالها معلمنا الأبدي في محراب المسرح أبى الفنون "شكسبير" من الزمن ُ يسير منصب القامة، وها هو زمانكم يعلو بقاماتكم أحبة الحياة ، سدنة المسرح.. وعُشاق الفكر و الألق و كل محافل الجمال ، رغم كل ما مرّ و توالى على عراق الحضارات، عراق الحنين الذي لايطاق ، أسفار ضيم و عذابات ، تذاوت كلها في بوتقة زهو أصراركم و متانة ثقتكم على مواصلة الحياة ، و توسع مداراكها نعم أساتذتنا ،روّاد تشكيل وعيناً و ذوائقنا،زملاءنا و أخوتنا و مجايلينا ً و متعةً عذاب هذه السفِر التائق و المحنّك في التصدّي لكل قوى الضلالة و الجهل و الظلام، نعم هو الإخلاص و سّر التفاني الحيّ من يتخطى كل العقبات و يتجاوزها ، بالعمل و الأمل ،هل سأفتي أمام حضراتكم و أنتم من تعلّمنا منهم معنى أن نكون ، لو قلت ُ، مع من قال بأن الحياة - عذراً- تطرد كل من لا يتوافق معها، و أن عليها أن تمضي فالحياة ؛ هي نحن ...
***
في بهاءات هذا اليوم بأنساقه العالمية ، التي تعود إلى آذار العام /1961...حيث فكرة إنبثاق الإحتفاء بيوم المسرح الذي شُهِدت وشيّدت دعائمه أبان إنعقاد المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح في مدينة " فينا " قلعة الفن و الموسيقى والجمال على أعذبه و أنقاها ... لا يسعنا إلأ أن نُجددّ صدق و عمق إنتماءنا لكل ما هو راقٍ ، نافعٍ ، ساطع و رصين ، عراقنا يستحق و عالمنا المترامي و المتنامي مع أرواحنا يمّر بأحرج و أمج حالاته جرّاء إتساعات مسافات الإختلاف و مكر النوايا ، والتلويح المضني برايات الحرب و العنف و إقصاء الآخر وتتريس معاقل التسلّح والعدوان ، ناهيك عما أصابه من قسوة و سطوة ما تركت " كورونا " من ظلال كثيفة و قاتمة ، وما علينا سوى التصدّي و ثلم مُدى كل هذة المخالب و الأنياب الجائعة للموت و الفناء ، آملين ملوحين ورافعين - بقناعة و حكمة نُساك حقيقين و سدنة أجلّاء – بأن ما تُفرّقه الأنظمة و الحكومات الظالمة و الشريرة ، يوّحده الفنّ كما كان على مرّ الأزمنة و توالي العصو ، خاتماً هذه الكلمة بعبارة " ريلكة " من أن الفيلسوف و الفنّان هما طبيبا الحضارة .
آربيل - عنكاوا
31 آذار 2022
|