الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
مستقبل الصحافة الورقية
مستقبل الصحافة الورقية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عباس الغالبي
النـص :

يبدو أن مستقبل الصحافة الورقية مهددا الى الانحسار وصولا الى الزوال في ظل تنامي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية في العالم ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ان الصحافة الورقية قادرة على الصمود والبقاء في ظل هذا الانتشار الواسع للميديا الالكترونية واستهواء المتلقي لهكذا انتشار مهول ، وهل ان بعض المؤسسات الاعلامية التي اجتهدت وعانت من اجل الاستمرار ورقيا وبظروف بالغة التعقيد والدقة مرت بها بسبب تداعيات العنف والسياسة والامن والاقتصاد وظروف اخرى القت بظلالها على المشهد الصحفي والاعلامي في العراق والوطن العربي ، ولمناقشة ذلك يتطلب منا أن نستدعي الظروف الموضوعية والمالية والتمويلية وحالات الابتكار والتجديد التي درجت عليها بعض المؤسسات الصحفية وغابت عن أداء بعض المؤسسات الاخرى ، ولذلك وفي نظرة متمعنة للمشهد الصحفي بعيد عام 2003 ومارافق الاحتلال الامريكي للعراق ، وماان وضعت الحرب اوزارها حتى انفلت المشهد الصحفي والاعلامي بشكل فوضوي غير مسبوق في بلدان العالم كافة تحت يافطة حرية الاعلام والصحافة على مستوى الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة وبدون ادنى ضوابط وبمباركة المحتل الامريكي تعميقا للفوضى التي عمت المشهد العراقي برمته وتحت الاجراءات الترقيعية النقصودة التي اقدم عليها الحاكم المدني السابق سيء الصيت للعراق بول بريمير في مختلف مناحي الحياة وكمنها الاعلامية والتي استبدلت وزارة الاعلام بشبكة الاعلام العراقي والتي كان من المفترض ان تكون على غرار البي بي سي على شاكلة مايسمى باعلام البث المستقل حيث اثبتت السنوات الماضية انها بعيدة عن البث المستقل بل كانت تلهث وتسير بركب الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 على الرغم من امتلاكها لتقنيات فنية وكوادر كثيرة عكس المؤسسات الاعلامية والصحفية الاخرى ، اما المؤسسات الاخرى من صحف ومجلات واذاعات وفضائيات فقد مرت بمنعطفات كثيرة وبعد فورة ومد وجزر توقفت الكثير منها ولم تصمد وانتهت نهايات دراماتيكية إلا النزر القليل التي اجتهدت وطورت وابدعت وكان لنا نصيب في العمل بها كصحيفة الزمان وصحيفة المدى واخيرا الدستور هذه الواحة المهنية والتنويرية والتي صمدت واستمرت وابدعت وشكلت هذا الحضور النوعي على الرغم من مزاحمة التطور التقني الالكتروني وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستهواء المتلقين لها لكنها جاهدت في الحفاظ على تراث الصحافة المكتوبة وبرؤية تجديدية وابداعية ومتسقة مع تطورات العصر ولذا ادعو الحكومة ومجلس النواب الى دعم مثل هكذا تجارب ابداعية رائدة من اجل ديمومتها برصانة ومهنية سعيا لتعضيد الاعلام الحقيقي والصحافة الرصينة التي تواكب تطورات العصر .

المشـاهدات 473   تاريخ الإضافـة 23/04/2022   رقم المحتوى 14183
أضف تقييـم