النـص : تسامق إداء الممثل المدهش " محمد هاشم " و توّغل عمقاً و تماهياً في تجسيد دور الأب البريء و الزوج المنكوب في نسيج و ثنايا المسلسل الدرامي " بنات صالح " للكاتبة " ندى عماد خليل " والمخرج السوري الفنّان " أياد نحّاس " ، وهو من إنتاج قناة MBCعراق والذي تمّ عرضه من على شاشتها طوال أيام شهر رمضان ، ستبدو مهام عرض فكرة أو " ثيمة" هذا العمل بمثابة تشظيّة وسعي إفساد لقيمة ونسق الجوهر الذي سارت عليه خطوطه ومرامي ما أراد صُنّاعه ،و على نحو و منوال ما كان يقول الكاتب الأمريكي "ماريو بوزو" مؤلف الرواية العالمية الشهيرة " العّراب" من أن أسوء أو أضعف حالات النقد و نواهل التقييم هو محاول شرح تفاصيل العمل الإدبي أو الفني ، أسوق ذلك و أنا أُقيّم و أشيد بعمق و رونق الإداء المتقن و المؤثر الذي تفرّد به هذا الممثل الكفء " محمد هاشم " ، ليس – فقط- من باب كونه البطل و المحور الذي تدور من أجله و من حوله جميع الأحداث و أغلب المواقف و الظروف والملابسات التي جعلت منه ، وعلى مدار جميع حلقات المسلسل ، أشبه بباحث عن مرآيا يرى فيها نفسه بريئاً ، مظلوماً ألتصقت به عنوةً جريمة قتل ملفقة ، و أولى تلك المرآيا كُن بناته الاربعة اللواتي تركهن مسجونا درخل القضبان لمدة عشرين عاما و هُنّ لم يزلنّ صغاراً، لعلي أجد في تمرير هذا الخط الدرامي المعيّن – قصداً- معبراً و ممراً ، لما يمكن أن يبرر لي الإشادة به من دون غيره من ممثلين أبطال شاركوه هذا المجد سواء أكانوا من الرعيل المحترف من ممثلين معروفين ، أم كانوا من الوجوه الشابة و الجديدة التي دخلت محراب الفن بوعي ملفت و مواهب واضحة توضيح صعوبة المهام التي وقعت على عاتق و كيان الفنّان الكبير"محمد هاشم" في شِراك تجسيده لمختلف المشاعر والأحاسيس ، و ضرورات سطوة تغير ملامح وجهه و درجات إعياءات صوته ، و تهدّلات عضلات باقي جسمه على النحو الواجب توافره في ملكات و طاقات الممثل العبقري والقادر على فعل الإقناع لكسب الرضى و عوالي درجات الصدق و النجاح، في تقديم شخصيّة الأب " صالح خضير بدر " الذي جسّده " أبا هاشم "بقدرات ممثل عالمي فائق التأثير والحضور، و ليضف لسجله الحافل بمختلف الإبداعات التي يتمتع بها ، بُعداً جوهريا آخراً سيبقى راسخاً في مِهاد و خوالص ما قدّم من أدوارٍ باعة على صعيد المسرح و تأري الدراما التلفزيونية في العراق / على حدٍ سواء.
Hasanhameed2000@yahoo.com
|