بغداد ـ الدستور

أنطلقت اعمال مهرجان الأيام الرومانية وفعالياته الثقافية بحضور ثقافي وشعري وفني دولي وسط حفاوة اهالي مدينة سبيطلة التاريخية بمشاركة الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار نوفل أبو رغيف.وأشارت كلمة الافتتاح على لسان والي القصرين الى "أهمية هذا الحدث بالنسبة لتونس وللولاية ولاسيما بعد التوقف الاجباري بسبب ظروف الجائحة للسنوات السابقة وها هو اليوم يستعيد نفسه بتنظيم جديد وسط حضور شخصيات ووفود مهمة ومؤثرة من الفضاء العربي مثلت العراق وليبيا والجزائر والمغرب وتونس ومصر وفلسطين وقد اشاد الوالي بالجهود المنظمة للأيام الثقافية" معرباً عن "امتنانه لحضور الوفود المشاركة وعلى رأسها الوفد العراقي الذي يقدم مشاركات وفعاليات عديدة وعروض مسرحية وقراءات ادبية ومداخلات نقدية".واحتفى المهرجان بضيف الشرف الشاعر العراقي الكبير ووكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار نوفل أبو رغيف الذي أعتلى منصة الافتتاح بتقديم الشكر والعرفان لهذا التكريم معرباً عن سعادته بالتواجد في تونس الخضراء التي ارتبط اسمها بعبق الثقافة والتاريخ والحضارة والابداع، مثنياً على جهود إدارة مهرجان (الأيام الرومانية) في الاعداد والتنسيق والتواصل عبر مديرة المهرجان {ضحى بوترعة} رئيسة اتحاد الكتّاب التونسيين بالقصرين ورئيسة جمعية (سنا سفيطلة) للتنمية الثقافية والاجتماعية وإلى ادارة ولايــــة سبيطلة والوالي على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال والضيافة والى جميـــع الجهات والمندوبيات الجهويــة والآدارات البلدية والعسكرية والمدنيــــة والاثاريــــــــة والثقافيــة باختلاف العناوين.وأكد أبو رغيف سعادته بهذا الكرنفال الثقافي العربي الناجح، بعد الظروف المعقدة التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة.واشاد  ابورغيف بالمستوى التنظيمي المميز والجهود المبذولة لاقامة هذا المهرجان الدولي الذي اثرته الفعاليات التراثية والأدبية والابداعية المتنوعة، مردفاً بالقول: جئنا لنتنفس معكم هذا التاريخ كما رفعتم شعاركم في المهرجان ونشهد معكم هذا التفاعل الاجتماعي وهذا الامتداد التاريخي لمدينة سبيطلة التاريخية لتبقى تونس رئةً للابداع والجمال والمعرفة والثقافة والمسرح والشعر والفنون الجمالية، لنقول معكم أن الوطن هو الذي ينتصــر دائماً لينتصر معه الجمال والسلام ، وتنتصر تونس بأهلهــــا الذين يصنعون الحياة ، بمحبة وعطاء".وفـــي ختام اليوم الاول للمهرجان قدم الوكيل الاقدم نوفل ابورغيف مجموعةً من الاصدارات التي انجزتها وزارة الثقافة في العراق عـن مجمل الانسـاق العلمية والمعرفيــة والانسانيــة والاجتماعيـــة والقانونيــة والسياسية عبر مئة عام من عمر الدولة العراقية الحديثة منوهاً بدور وزارة الثقافة والسياحة والآثار في العـــــراق بتقديم هذه السلسلة الغنية من الاصدارات بمناسبة الاحتفال بمئوية الدولة العراقية لتكون هذه الهدية المعنوية جسراً اخرَ للعلاقات الثقافية بين البلدين.وكانت فعاليات المهرجان قد ابتدأت بعرض مسرحي بعنوان "أوبرا البقاء" لنادي المسرح بدار الشباب بسبيطلة مع عرض لفيلم وثائقي للمخرج السينمائي د.حيدر مجهول وتقديم عرض موسيقي للفنان نورالدين وعرض لرقصات افريقية تونسية لطالبات من ساحل العاج ، وكان لفرقة كركوك مشاركة عراقية بعرض فلكلوري تراثـي شيق، سبق ذلك افتتاح الشاعر المحتفى به (ابورغيف) لمعرض الصناعات اليدوية والصناعات التقليدية الوطنية ومعرض للرسوم ، كنسق تكريمي من قبل إدارة المهرجان لضيف الشرف نوفل ابورغيف لدوره الملموس في إثراء ودعم المشهد الثقافي وتفاعله على كافة الاصعدة ولما يمتلكه من حضور وبصمة ابداعية مميزة في الفضاء الثقافي العراقي والعربي بوصفه شاعراً و اديباً و ناقداً ومسؤولاً ثقافياً بارزاً الى جانب تكريم  وجوه إعلامية وادارية من المدينة ومن جمعية سنا سفيطلة.كما شهد اليوم الاول ندوات ومحاضرات ومداخلات علمية برئاسة الإعلامي لطفي الهرماسي ومداخلة علمية  للأستاذ ثامر دخليلي بعنوان (الفلاحة في منطقة Byzacène في العهدين الروماني والبيزنطي/ زراعة الزيتون نموذجا) ومداخلة علمية للأستاذ عبد المنعم خشناوي بعنوان الرمزية التعبيرية في الموروث الموسيقي بجهة القصرين. واخيراً ورقة بحثية للأستاذة مليكة التومي من المغرب  بعنوان (مدينة طنجة بين اليوم والأمس).وكان للدكتور أبورغيف مداخلات معمقة واشارات نقدية مطولة خلال الجلسات النقاشية للمهرجان.وفي السياق ذاته حضر أبورغيف الاستعدادات التي قامت بها الجهات المنظمة لمهرجان الايام الرومانية في الموقع الاثاري بمدينة سبيطلة قبل الانطلاق الرسمي للمهرجان بتغطية التلفزيون الوطني التونسي وعدد من ابرز وسائل الاعلام والاذاعات في تونس.